23 دار نشر ومكتبة مشاركة في معرض «كتارا للكتاب»
واصل مهرجان كتارا للرواية العربية في دورته التاسعة فعالياته العديدة، حيث اجتذب معرض كتارا للكتاب الجمهور المحب للقراءة، وتشارك في المعرض الأول للكتاب بكتارا 23 دار نشر ومكتبة وجهة مهتمة بالثقافة والتراث، فالى جانب 13 دار نشر، و6 مكتبات، شاركت جهات مهتمة بالنشر مثل متاحف قطر، مبادرة “قطر تقرأ” التابعة لمكتبة قطر الوطنية، مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية، ومنتدى العلاقات الدولية بكتارا.
وحظيت المعارض التي أقيمت على هامش المهرجان على اهتمام الجمهور، ومن بينها معرض سيرة ومسيرة احسان عبد القدوس، ونساء في رواياته، ومعرض انامل مبدعة، واشتملت هذه المعارض على اقوال من روايات احسان، الى جانب ابرز بوسترات أفلام السينما المقتبسة من رواياته، بجانب مشاركة فنانيين من مصر، العراق والجزائر في رسم حر امام الجمهور تضمن اهم مشاهد أفلام وروايات احسان عبد القدوس وأغلفة رواياته.
وعلى صعيد متصل أقيمت أمس الاحد بالقاعة 12 ندوة بعنوان:” تقنيات اللغة في السرد الروائي” بالتعاون مع الجمعية القطرية للغة العربية، تحدث فيها كلاً من: أ.د.مولاي يوسف الإدريسي ، أستاذ النقد بجامعة قطر، ود.محمد مصطفى سليم أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية بجامعة قطر، وأ .د . مراد عبد الرحمن مبروك أستاذ النقد والنظرية بجامعة قطر، وادار الندوة الروائي جمال فايز.
تناولت الندوة ثلاثة محاور: الأول تناول جماليات التشكيل اللغوي في رواية ” موسم صيد الزنجور” للكاتب المغربي إسماعيل غزالي، المحور الثاني ناقش اللغة والخيال في بناء الحدث الروائي، بينما تناول المحور الثالث الجيوبولتيكا اللغوية في الرواية العربية في ضوء النظرية الكولونيالية.
في البداية تناول أ.د.مولاي يوسف الإدريسي ، رواية: موسم صيد الزنجور للكاتب المغربي إسماعيل غزالي والتي اعتبرها رواية متاهة عجيبة وبديعة، اعتمدت برنامجا سرديا ماتعا ومثيرا، اتخذ من براعة الوصف ودقة التصوير وعمق التبئير وتشابك الأحداث وتداخل الحكايات وتناسلها موضوعا للسرد ومجالا له.
وأوضح ان خصوصية الرواية وقيمتها تبرز في كونها تعلن عبر عتبتها النصية الأولى مدار حكيها وفضاءه الأساس، وهو ما يشير إليه عنوانها الذي شكل -ظاهريا- إطارا متماثلا لالتقاء شخوصها وتنامي أحداث: وحدة الفضاء وهي (البحيرة) ووحدة المناسبة (موسم صيد) ووحدة الموضوع (الزنجور)، وأضمر غايات مختلفة ومتباينة لكل واحد منهم، وهو ما برعت الرواية في تصويره، فرسمت صورتين مختلفين لأحداثها وشخوصها وفضاءاتها، تناوب السارد وأبطالها الرئيسيون في سردها، وتأليف أجزائها، وهو ما تمثل في الروايات التي تضمنتها، واتخذت عناوين مختلفة، وتكفل بكتابتها أبطالها.
ونوه المحاضر الى الحضور اللافت للموسيقى وألحانها، ومقاطع الشعر وأساليبه الغنائية، وأشكال الرسم وتعبيراته التجريدية والإيحائية، وغيرها من الفنون الجميلة التي حولت المحكي السردي في الرواية إلى فسيفساء من القطع الفنية والجمالية، تنطلق من إحداها لتعود إليها بشكل آخر ومظهر مغاير، بأسلوب تخييلي بديع وعجيب.
وتحدث د.محمد مصطفى سليم عن اللغة والخيال في بناء الحدث الروائي، وذلك من خلال الاجابة عن تساؤل مهم مرتبط بالفعل الروائي، وهو: بأي مقدار يمكن للغة أن تشكل أفقًا تجريبيا؟ باعتبار ان اللغة ليست وسيطًا فحسب، وإنما هي مكون متجدد الحضور، وبه يُضبط العمل الروائي، ويُقدم الحدث بشكل غير تقليدي.
بدوره قدم أ .د . مراد عبد الرحمن مبروك ورقة حول الجيوبولتيكا اللغوية في الرواية العربية، وذلك من خلال دراسة العلاقة بين الجيوبولتيكا اللغوية و النظرية الكولونيالية ، وتطبيقها على الرواية العربية ، موضحاً ان مصطلح الجيوبوليتيكا يعني تحليل العلاقات السياسية الدولية على ضوء الأوضاع والتركيب الجغرافي ، بينما الجيوبوليتيكا اللغوية فترتبط بكيفية تأثير الجغرافية السياسية على اللغة والأدب، وكيف يمكن استخدام هذه العوامل في خلق روايات وأعمال أدبية تعبر عن القضايا والتحديات الجيوبوليتيكية.
وعالجت هذه الورقة العوامل التي أدت إلى شيوع الجيوبولتيكا اللغوية في النص الأدبي وهي عوامل سياسية واجتماعية وتكنولوجية وحضارية وغيرها، وقام د.مبروك بالتطبيق على الرواية العربية لاسيما الرواية الفلسطينية لكونها أكثر الروايات العربية توافقا مع الجيوبوتيكا اللغوية وعلاقتها بالنظرية الكولونيالية . باعتبار ان دولة فلسطين تكاد تكون الدولة الوحيدة على مستوى العالم في القرن الحادي والعشرين التي ماتزال محتلة حتى الآن، أي أنها لم تتجاوز مرحلة الكولونيالية بعد.