8.8 مليار ريال مساهمة «الضيافة» و«الترفيه» في الناتج المحلي خلال 6 أشهر

في ظل النمو الإيجابي الذي يحققه الاقتصاد القطري رغم التحديات العالمية، برز قطاعا الضيافة والترفيه كأحد أسرع القطاعات غير الهيدروكربونية نمواً خلال النصف الأول من عام 2025، ليسجلا أرقاماً قياسية تعكس قوة الاستثمارات الوطنية ودور الفعاليات الدولية في دعم الاقتصاد الوطني.
بحسب بيانات المجلس الوطني للتخطيط، ارتفعت القيمة المضافة لقطاع الإقامة والطعام خلال النصف الأول من 2025 إلى نحو 3.8 مليار ريال مقابل3.4 مليار ريال في النصف الأول من 2024، بزيادة سنوية قدرها 11.8 %. أما قطاع الفنون والترفيه والتسلية، فقد سجل نحو 5 مليارات ريال في النصف الأول من 2025، مقارنةً بـ4.3 مليار ريال في الفترة نفسها من 2024، محققاً نمواً سنوياً نسبته 16 %.
تشير هذه النتائج إلى أن قطاعي الضيافة والترفيه أصبحا من المحركات الرئيسية لتنويع الاقتصاد القطري، وهو ما يعكس التحولات الجارية في بنية الاقتصاد الوطني نحو التنويع بعيداً عن النفط والغاز.
ويؤكد خبراء القطاع أن الاستثمارات في الفنادق والمنتجعات والمطاعم والمرافق الترفيهية لا تسهم فقط في جذب الزوار الدوليين، بل ترفع أيضاً من مستوى جودة الحياة للمقيمين، وتفتح المجال أمام رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال السيد عباس السوقي، مدير فندق مرسى ملاذ كمبينسكي اللؤلؤة قطر، إن قطاع الضيافة في قطر يشهد حالياً قوة كبيرة وآفاقاً واعدة، مشيراً إلى أن من أبرز نقاط قوته التطور الكبير في البنية التحتية التي تضم فنادق عالمية ومعالم سياحية مميزة، وهو ما تعزز بفضل استضافة أحداث كبرى مثل كأس العالم FIFA قطر 2022. وأضاف أن الموقع الإستراتيجي لقطر، الذي يجعلها مركزاً يربط بين الشرق والغرب، يمثل ميزة تنافسية بارزة، فضلاً عن تميز معايير الخدمة التي تجمع بين الضيافة العربية الأصيلة والفخامة العصرية، مما يرسخ مكانة قطر كوجهة مفضلة للسياحة والترفيه والأعمال على حد سواء.
وشدد «السوقي» على أهمية تنويع العروض السياحية لتشمل مجالات جديدة مثل السياحة الثقافية والعلاجية والبيئية، إلى جانب الاستثمار في تطوير الكوادر البشرية لرفع مستوى الخدمة. كما أعرب عن تفاؤله بمستقبل القطاع في ضوء الجهود المتواصلة التي تبذلها قطر للسياحة وشركاؤها من خلال أجندة فعاليات غنية تشمل البطولات الرياضية والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية، مؤكداً أن هذه الأنشطة ستضمن استدامة تدفق الزوار وتعزيز مكانة قطر كوجهة عالمية رائدة للسياحة والضيافة.
ويرى مختصون أن الترابط الوثيق بين قطاع الضيافة والترفيه والفعاليات الكبرى، مثل البطولات الرياضية والمؤتمرات والمعارض، يعزز مكانة قطر العالمية كوجهة سياحية وثقافية، ويدعم إستراتيجية الدولة في استقطاب الأحداث العالمية التي تضاعف من حجم الطلب على خدمات الضيافة والترفيه.
وقال السيد فينسنت دايف، المدير العام لفندق ريكسوس الخليج الدوحة: «لقد أثبت قطاع الضيافة في قطر خلال السنوات الأخيرة قدرته على التكيف والنمو رغم التحديات العالمية، حيث انعكس ذلك في ارتفاع معدلات الإشغال وتوسع الاستثمارات الفندقية. ومع تسارع المشاريع السياحية الكبرى، وتزايد الفعاليات الدولية التي تستضيفها الدولة، نتوقع أن يواصل القطاع تسجيل معدلات نمو قوية خلال السنوات المقبلة. نحن على ثقة أن قطر تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة، لاسيما للسياحة العائلية في المنطقة».
وأضاف: «يشهد قطاع الضيافة في قطر تطوراً متسارعاً بفضل الاستثمارات الكبيرة والمشاريع السياحية النوعية، وهو ما انعكس في ارتفاع الطلب وزيادة التنافسية. ولا شك أن الجهود التي تبذلها Visit Qatar وشركاؤها من خلال استقطاب فعاليات كبرى وتنظيم أنشطة متنوعة على مدار العام، أسهمت بشكل مباشر في دعم قطاع الترفيه وتعزيز الإشغال الفندقي وتوسيع قاعدة الزوار. ومع استمرار هذه الجهود وتنامي الفعاليات الرياضية والثقافية، نتوقع أن يواصل القطاع تحقيق نمو مستدام خلال السنوات المقبلة، مما يرسّخ مكانة قطر كوجهة رائدة على الخريطة السياحية العالمية».
ويتوقع الخبراء أن يشهد القطاعان طفرة إضافية خلال العامين المقبلين مع افتتاح مشاريع سياحية جديدة، وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص، إلى جانب استمرار الجهود الحكومية في تسهيل بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية. ويبدو أن قطاعي الإقامة والترفيه مرشحان للعب دور محوري في المرحلة المقبلة ضمن إستراتيجية التنويع الاقتصادي، بما يتماشى مع تطلعات رؤية قطر الوطنية 2030 نحو اقتصاد متنوع، مستدام، وقادر على المنافسة إقليميًا ودولياً.





