أعلن ميناء الدوحة القديم عن حصاد عام 2025، الذي شكّل عامًا استثنائيًا على صعيد الأداء السياحي والعمليات البحرية، محققًا أرقامًا قياسية في مختلف المؤشرات.

وشهد الميناء توسعًا ملحوظًا في حضوره الدولي، إلى جانب تنفيذ برامج سياحية نوعية أسهمت في تعزيز الإقبال، فضلًا عن تطورات استراتيجية أسهمت في ترسيخ مكانته كوجهة سياحية بحرية رائدة، بما يتماشى مع رؤية دولة قطر لتعزيز القطاع السياحي وتطوير منظومة السياحة البحرية.

وقد صرّح المهندس محمد عبدالله الملا، الرئيس التنفيذي لميناء الدوحة القديم، قائلاً: “يمثّل هذا العام محطة رئيسية في مسيرة تطوّر ميناء الدوحة القديم كوجهة سياحية بحرية رائدة؛ فقد استقبلنا أكثر من 7 ملايين زائر، وحققنا نسبة إشغال بلغت 97%، بالتوازي مع تنفيذ حزم من التطويرات النوعية في مرافق الميناء، بما في ذلك مشروع تكييف الممشى الرئيسي وتطوير شامل للمرافق وتوسعة المارينا وإضافة خدمات للقوارب.”

مضيفًا: “تعكس الزيادة في أعداد ركاب السفن السياحية وزيارات اليخوت الفاخرة المكانة المتنامية لميناء الدوحة القديم كوجهة رائدة على خارطة السياحة البحرية العالمية، ونجدد التزامنا بمواصلة تعزيز حضورنا الدولي من خلال الفعاليات الكبرى والشراكات الاستراتيجية.”

وسجّل ميناء الدوحة القديم نموًا ملحوظًا في قطاع السياحة البحرية خلال 2024–2025 حيث استقبل 87 سفينة سياحية وأكثر من 396,000 مسافرًا، ما يؤكد دور الميناء كبوابة بحرية رئيسية لدولة قطر، وحقّق نتائج قوية على مستوى التأجير والنشاط التجاري، حيث بلغت نسبة الإشغال التجاري 97% في الميناء. كما شهد العام تنظيم أكثر من 60 متجرًا مؤقتًا، بما يعكس جاذبيته كبيئة حيوية داعمة لرواد الأعمال والمستثمرين القطريين.

وشهد العام العديد من التطوّرات الهامة على مستوى البنية التحتية والخدمات اللوجستية، بما في ذلك إطلاق خدمة “ميناكم” لتسهيل إجراء الدخول البحري إلى دولة قطر، وتوفير خدمة النقل البحري لتحسين حركة التنقل خلال الفعاليات ذات الكثافة العالية، بالإضافة إلى استكمال الأعمال الإنشائية الخاصة بتكييف الممشى الرئيسي في حي المينا لتوفير تجربة استثنائية لزوار الميناء على الواجهة البحرية وتيسير استضافة الزوار على مدار العام.

كما تمت تهيئة مارينا كورنيش المينا لزيادة قدرة الاستيعاب للوسائط البحرية وتعزيز نطاق الخدمات المتاحة وتوفير عروض رسو مميّزة للارتقاء بتجربة الزوّار وضمان راحتهم. وشهد الميناء تطويراً جذرياً شاملاً للمرافق العامة كدورات المياه والممرات العامة والمصليات وأعمال التجميل والتي من شأنها إثراء تجربة الزائر وتوفير كافة الاحتياجات الأساسية.

وعلى الصعيد المحلي، سجّل معرض قطر للقوارب 2025 نجاحًا غير مسبوقٍ، حيث استضاف أكثر من 27,000 زائر، وشهد ارتفاعًا بنسبة 33٪ في عدد الجهات المشاركة مقارنة بنسخته الأولى. كما استقطب المعرض الذي امتدّ على أربعة أيام 505 علامة تجارية، وأكثر من 65 يختًا تبلغ قيمتهم 880 مليون ريال قطري، في ظل مشاركة 105 دولة وحضور لافت للشركات القطرية.

بالإضافة إلى ذلك، استحدث الميناء معرض من نوع آخر حيث ساهم معرض الصيد البحري ومسابقة الصيد التي أقيمت على هامش المعرض في تسليط الضوء على دور ميناء الدوحة القديم في الحفاظ على الموروث البحري القطري وأساليب الصيد التقليدية، حيث سجّلت المسابقة أكبر مشاركة من نوعها في دولة قطر، بمشاركة أكثر من 550 متسابقًا ضمن 132 فريقًا، إذ تم إعلان 25 فائزًا.

كما ضم المعرض أكثر من 30 عارضاً ومشاركة وعرض أكثر من 150علامة تجارية محلية وإقليمية متخصّصة في مجال الصيد البحري. كما يأتي تنظيم وإقامة معرض المينا للقوارب المستعملة ضمن أحد الأحداث الأساسية في رزنامة فعاليات الميناء السنوية والتي تم من خلاله مشاركة أكثر من 70 وسيطة بحرية و6 شركات للفحص لتسهيل عملية البيع خلال فترة المعرض، حيث استقطب المعرض عدداً كبيراً من الزوار ورواد البحر.

وعلاوة على ذلك، فقد استضاف ميناء الدوحة القديم أكثر من100  فعالية محلية ودولية، من بينها بطولة “إكبس” للكرة الطائرة الشاطئية، ومهرجان رستة، وبطولة العالم للدراجات المائية، وبطولة العالم لجمال الخيل العربية الأصيلة، إلى جانب حفل جوائز صناع المحتوى وبولو المرسى، ما يؤكد قدرته على استضافة فعاليات متنوعة على الواجهة البحرية.

وشكّلت المناسبات الوطنية جزءًا أساسيًا من برامج الميناء، حيث استقطبت فعاليات اليوم الرياضي لدولة قطر، وبرنامج فعاليات شهر رمضان المبارك، واحتفالات عيد الفطر وعيد الأضحى، وفعاليات بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، إلى جانب احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل الدولة وخارجها، وأسهمت في تعزيز حضور الميناء كمساحة بارزة للتفاعل المجتمعي.

وعلى الصعيد الإقليمي، حرص الميناء على توطيد العلاقات مع المراسي المحيطة بالدولة لتشمل دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تركيا، ما عزّز الربط الإقليمي لمالكي اليخوت. وتم الإعلان عن شراكة رسمية مع مارينا “دبي هاربر”، بهدف دعم التعاون الإقليمي بين اثنتين من أبرز الوجهات البحرية الرائدة في المنطقة. وأسهمت اتفاقية التعاون مع شركة جي إل اس “JLS Yachts” أحد أكبر الشركات تقديماً للخدمات لليخوت الشخصية مما يُسهم في توسيع نطاق الخدمات في مجال إدارة اليخوت والوساطة والتأجير.

وعزّز ميناء الدوحة القديم حضوره الدولي من خلال المشاركة في في معرض دبي الدولي للقوارب  2025للسنة الرابعة على التوالي. كما شارك في معرض موناكو لليخوت 2025 للمرّة الثالثة بجناح للتعريف بالميناء والتسويق للبنية التحتية المتطورة كأحد أحدث المراسي لليخوت العملاقة في المنطقة، كما حقق حضوراً بارزًا من خلال رعايته للمرّة الأولى لمعرض موناكو، وعزّز حضوره الدولي عبر المشاركة في جلسة حوارية حول ابتكار وجهة مستدامة لليخوت الفاخرة ضمن قمة المعرض.

ويواصل ميناء الدوحة القديم، خلال المرحلة المقبلة، العمل على تطوير سلسلة فعالياته وشراكاته، إلى جانب تبنّي حلول مبتكرة ترتقي بتجربة الزوّار، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة في تنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة المستدامة.