أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية عن عودة رحلة التصوير الفوتوغرافي الشهيرة «بعين العدسة» مرة أخرى ضمن فعاليات العام الثقافي قطر-المغرب 2024، وهي برنامج للتبادل ثقافي دولي يهدف إلى تعزيز التفاهم بين الشعوب.

ويتمحور برنامج هذا العام حول موضوع “التقاليد المندثرة في المغرب”، حيث ينطلق المشاركون في رحلة لاستكشاف الممارسات الثقافية المعرضة لخطر الزوال في المملكة المغربية، كما يُنظم البرنامج بالتعاون مع مهرجان قطر للصورة: تصوير ومؤسسة الجيل المبهر.

تتميز رحلة التصوير الفوتوغرافي، التي تُعد أطول برنامج تبادل ثقافي ضمن مبادرة الأعوام الثقافية، بمشاركة المصورتين الموهوبتين المقيمبن في قطر جنى إسلام الملاح وعائشة سمير العبدالله. وخلال هذه الرحلة، ستزور المصورتان مختلف المواقع الثقافية والتراثية البارزة في المغرب، بهدف توثيق العادات والتقاليد المهددة بالزوال، حيث تسعيان من خلال عدسيتهما إلى رفع الوعي حول أهمية صون التراث وتسليط الضوء على قيمة حماية هذه العناصر الثمينة التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية والتاريخ البشري عمومًا.

ومن بين المشاركتين في هذه الرحلة المثيرة جنى إسلام الملاح٫ البالغة من العمر 19 عامًا، وهي سفيرة شابة لمؤسسة الجيل المبهر وطالبة في تخصص الاتصال بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا. تتميز جنى بشغفها العميق بالتصوير الفوتوغرافي واحترافها لكرة القدم، وتسعى جاهدة لدعم توسيع الفرص المتاحة للنساء والفتيات في مجال الرياضة. وتنضم إلى جنى أيضًا المصورة عائشة سمير العبدالله، المعروفة بأعمالها الفوتوغرافية والوثائقية التي تركز على تصوير موظفي الخدمة المدنية في قطر. تحمل عائشة شهادة البكالوريوس في الاتصال الاستراتيجي من جامعة قطر وتسعى حاليًا للحصول على درجة الماجستير في الدبلوماسية الدفاعية بأكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية.

وفي تعليق لها حول الرحلة، أعربت جنى عن مدى حماسها لهذه الفرصة التي تمكنها من إبراز التقاليد المهددة بالزوال في المغرب، قائلةً: “إنها لفرصة نادرة نسعى من خلالها إلى المساهمة في رفع مستوى الوعي حول بعض التقاليد والممارسات الثقافية المغربية القيمة التي تواجه خطر الاندثار. ونأمل أن نتمكن، ولو بجهود بسيطة، من إحياء هذه التقاليد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.”

وصرّحت عائشة أيضًا عن سعادتها بالمشاركة في هذه الرحلة، قائلةً: “تشرفت بتوثيق لحظات مميزة في سطور الزمن، وأقدر الثقة التي منحها لي الأشخاص الذين صورتهم، وأنا متحمسة للغاية لخوض هذه التجربة الاستثنائية.”

ويشرف على إرشاد المشاركين المصوّر والتربوي خليفة العبيدلي، مدير مطافئ: مقر الفنانين ومهرجان قطر للصورة: تصوير، حيث عبر عن شغفه بالمشروع قائلًا: “التصوير الفوتوغرافي لا يقتصر فقط على التقاط الصور، بل هو وسيلة لسرد القصص، وحفظ التراث الثقافي، ونقل المشاعر. وآمل من خلال هذا التبادل الثقافي أن أُلهم هؤلاء المصورين المبدعين لاستخدام فنهم للاحتفاء بالتراث الثقافي في المغرب وقطر، ولبناء روابط دائمة بين بلدينا.”

تجسد رحلة التصوير الفوتوغرافي، أطول برنامج تبادل ضمن مبادرة الأعوام الثقافية، جوهر رسالة هذه المبادرة المتمثلة في جلب أفضل ما في العالم إلى قطر وتقديم أفضل ما في قطر إلى العالم.. وفي نهاية هذا العام، ستُعرض مجموعة مختارة من صور هذه الرحلة الثقافية في معرضين في كل من قطر والمغرب، ما يتيح للجمهور إطلالة فريدة على التقاليد المندثرة في المغرب والتراث الغني المشترك بين الدولتين.