أنهى وفد تابعٌ لمبادرة الأعوام الثقافية في قطر، بقيادة سعادة السيد محمد الكواري، المستشار المختص بشؤون أمريكا اللاتينية، بنجاح مهمة اضطلع بها في تشيلي خلال الفترة من 25 حتى 30 سبتمبر 2025، ركّزت على توسيع مجالات التعاون في القطاعات الثقافية والحكومية والإبداعية.

جاءت هذه الزيارة عقب مشاركة الوفد في الأرجنتين، وسَعَت إلى ترسيخ إسهام تشيلي في برنامج الأعوام الثقافية، وهو شراكة إقليمية تشجع الحوار بين الثقافات والتعاون المستدام.

عقد الوفد اجتماعات رفيعة المستوى ضمن جدول زيارته مع مسؤولين في وزارة الخارجية التشيلية (قطاع الثقافة والفنون والتراث والدبلوماسية العامة)، والسيدة كلوديا سانهويسا، وكيلة الوزارة للعلاقات الاقتصادية الدولية، والسيدة فيرونيكا باردو، وكيلة الوزارة للسياحة، والسيدة نيليدا بوزو، مديرة مصلحة التراث الثقافي الوطني.

تركزت المحادثات على الدبلوماسية الثقافية وترويج السياحة والتعاون في مجال التراث. وأكَّد السيد ماوريسيو هورتادو، مدير قطاع الثقافة والفنون والتراث والدبلوماسية العامة، التزام تشيلي القوي بعقد شراكة ثقافية دائمة مع قطر في إطار برنامج الأعوام الثقافية.

نحو تعاون طويل الأمد

وقد عبَّر سعادة السيد محمد الكواري، المستشار المختص بشؤون أمريكا اللاتينية، عن أهمية الحدث قائلًا: “أسهمت هذه المهمة في التأكيد على منظورنا المشترك الذي يرى في الثقافة محركًا رئيسيًا للتفاهم المتبادل والنمو المستدام. فبفضل انفتاح تشيلي على التعاون، سيظل إرث هذا العام الثقافي متواصلًا حتى بعد عام 2025”.

الأنشطة الثقافية والإبداعية

زار الوفد مؤسسات ثقافية رائدة، منها متحف الذاكرة وحقوق الإنسان، ومركز لا مونيدا الثقافي، ومركز غابرييلا ميسترال الثقافي، ومتحف تشيلي للفن ما قبل الكولومبي.

في متحف الذاكرة، قدمت مديرته التنفيذية فرانسيسكا بيرو عرضًا عن عمل المتحف في مجال التثقيف بحقوق الإنسان والحفاظ على الذاكرة. كما تجول الوفد بين جنبات معرض فلسطين، الذي ينسجم في مبدئه مع قيم التعاطف والتفاهم بين الثقافات التي تتبناها دولة قطر، وعلى ضوء ذلك عُدَّ معرضًا محتملًا للدوحة.

أمَّا في مركز غابرييلا ميسترال الثقافي، فقد حضر الوفد إلى جانب وزير الإسكان والتخطيط العمراني سعادة السيد كارلوس مونتيس ومدير مركز غابرييلا ميسترال الثقافي السيد فيليبي ميّا، افتتاح بينالي فن العمارة الذي يحتفي بالابتكار المعماري والتصميم الحضري المستدام.

بينما تناولت اجتماعات الوفد، داخل مقر مركز لا مونيدا الثقافي، مع المديرة التنفيذية ريجينا رودريغيز ومدير البرامج فيليبي باسكونيان، السبل الممكنة للتبادل والتعاون بين المتاحف في المستقبل، فيما ركَّزت المحادثات في متحف تشيلي للفن ما قبل الكولومبي مع مديرته التنفيذية سيسيليا بوغا على المعارض المستقبلية والتبادل في مجال التقييم الفني في أعقاب عرض “قبعات أتاكاما” الذي حظي بالإشادة.

التقى الوفد بمجتمع تشيلي الإبداعي في متجر فيستيدور سانتياغو، حيث تفاعلوا مع المصمم غيدو فيرا والأختيْن موناي. كما توجه الوفد إلى معرض إل بوستو، وهناك ناقشت المديرة ماريا خوسيه بينفينوتو فرص التعاون بين جامعي التحف وكذا في مجال المعارض.

الرياضة والتراث كجسور للتواصل

سعيًا من دولة قطر لتثبيت قيم الحوار الثقافي من خلال الرياضة، زار الوفد نادي ديبورتيفو بالستينو في تشيلي، حيث كان في استقبالهم السيد خورخي أوآوي رئيس النادي. وخلال الزيارة، اطلع الوفد على البرامج المجتمعية وأنشطة التوعية الثقافية التي يقدّمها النادي للجالية الفلسطينية في تشيلي.

شكّل التعاون في مجال التراث محورًا أساسيًا أيضًا في جدول زيارة الوفد، حيث أسفرت المباحثات فيه عن اتفاق لعقد ورشة عمل حول التراث في مدينة فالبارايسو بتاريخ 26 نوفمبر 2025، تركّز على جهود الحفظ المعماري في البلدين والتعاون التقني بين الخبراء القطريين والتشيليين.