دشنت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رسميًا العام الثقافي قطر الأرجنتين وتشيلي 2025، بحضور كبار الشخصيات والدبلوماسيين والضيوف من قطر وخارجها.

ورافق المناسبة احتفالية ثقافية في متحف قطر الوطني، تسلط الضوء على الروابط المتنامية بين الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وكان هذا الحدث من أبرز فعاليات موسم قطر تُبدع لربيع – صيف 2025، وهي المبادرة التي تعمل على إعلاء صوت الصناعات الإبداعية في قطر والترويج للأنشطة الثقافية داخل البلاد.

وقال سعادة السيد غييرمو نيكولاس، سفير الأرجنتين لدى قطر، معلّقًا على أهمية المبادرة: “يُمثل العام الثقافي فرصةً استثنائيةً لتوطيد الروابط بين بلدينا من خلال إبراز عمق الثقافة الأرجنتينية. من خلال الموسيقى والرقص والفن والحوار، نهدف إلى تعميق التفاهم المتبادل والتأكيد على القيم المشتركة التي تُوحد شعوبنا. ومن التانغو الراقي إلى أصوات فنانينا المعاصرين الصداحة، تتشرف الأرجنتين بالمساهمة في بناء هذا الجسر الثقافي الفريد. ونحن في غاية الامتنان لدولة قطر على انفتاحها وحماسها في الاحتفاء بتنوع أمريكا اللاتينية.”

وأضاف سعادة السيد باتريسيو دياز بروتون، سفير جمهورية تشيلي لدى قطر والإمارات العربية المتحدة: “تُمثل هذه الاحتفالية علامة فارقة في الدبلوماسية الثقافية بين تشيلي وقطر. يُتيح لنا العام الثقافي مشاركة روح تشيلي – التي تحملها موسيقانا وفنوننا وتقاليدنا – مع جماهير جديدة في منطقة الخليج. إن بناء روابط دائمة بين الشعبين سيساعد على تخطي الحدود لسنوات قادمة. إن التزام قطر بالتبادل الثقافي لجدير بالثناء، ونتطلع إلى عام حافل باللقاءات الهادفة ومبادرات التعاون الإبداعي والروابط الوطيدة بين بلدينا ومجتمعينا.”

احتفت العروض الخاصة بتقاليد الموسيقى والرقص في الأرجنتين وتشيلي. وشملت أبرز العروض أداءً قويًا للألحان الفلكلورية التقليدية التي شدت بها المغنية الأرجنتينية كلارا تريو، كما وقدمت فرقة الرقص “إنتري بانيويلوس إي كورداس” رقصة زامبا، إحدى أشهر الرقصات الشعبية في الأرجنتين، والمعروفة بحركاتها البطيئة واستخدامها الرمزي للمناديل القماشية.

أما من تشيلي، فقد قدّم الموسيقي فيسينتي أليندي، الذي تدرب على عزف غيتار الفلامنكو على يد المايسترو خورخي غوميز، عرضًا فنيًا يعكس روح تشيلي الفلكلورية. أما فرقة رقص “كويكا”، فقد قدمت رقصة “كويكا”، وهي الرقصة الوطنية في تشيلي، والتي تتميز بإيقاعها الإيقاعي واستخدامها للإيماءات لسرد قصة.

كما شهدت الأمسية الافتتاح الرسمي لمعرض “لاتينو أمريكانو | الفن الحديث والمعاصر من مقتنيات متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا)، وإدواردو ف. كوستانتيني”، وهو معرضٌ رائدٌ تُقدّمه متاحف قطر بالتعاون مع متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا). ويستمر المعرض حتى 19 يوليو 2025، ويضمّ ما يقارب 170 عملاً فنياً لأكثر من 100 فنان من تسع دول في أمريكا اللاتينية، من بينهم فريدا كالو، ودييغو ريفيرا، وفرناندو بوتيرو.

ويُعدّ معرض “لاتينو أمريكانو” أول معرض رئيسي في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا يُركّز على فنون أمريكا اللاتينية الحديثة والمعاصرة، ويستكشف مواضيع مثل الهوية والذاكرة والمقاومة. ويُوسّع العمل الفني “منحوتة الأحلام” للفنانة مارتا مينوجين نطاق التجربة بعرضه في الهواء الطلق. يأتي المعرض بتقييم فني من عيسى الشيراوي، القيّم الفني ورئيس قسم المعارض الدولية في متاحف قطر، وماريا أماليا جارسيا، كبير القيّمين الفنيين في مالبا.

وسيستمر العام الثقافي 2025 في تقديم برنامجٍ حافل من المعارض والعروض الفنية والإقامات الفنية والفعاليات المجتمعية، المصممة لتعزيز التفاهم المتبادل والشراكات طويلة الأمد بين قطر وأمريكا اللاتينية. وسيتم الإعلان عن مزيد من الفعاليات والاحتفالات المجتمعية على مدار العام.