افتتحت متاحف قطر، بالشراكة مع متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا)، معرض “لاتينو أمريكانو | الفن الحديث والمعاصر من مقتنيات متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا)، وإدواردو ف. كوستانتيني” في متحف قطر الوطني، وهو أول معرض واسع النطاق في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا يقدم الفن الحديث والمعاصر من منطقة أمريكا اللاتينية.

وافتتحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، المعرض بحضور كل من السيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، والشيخ عبدالعزيز آل ثاني، مدير متحف قطر الوطني، وتيريزا بولغيروني، رئيس مؤسسة مالبا، إلى جانب باقة من كبار الشخصيات.

يُقام المعرض في الفترة من 21 أبريل إلى 19 يوليو 2025، ويُسلّط الضوء على التبادل الثقافي الحيوي بين قطر وأمريكا اللاتينية، ويُمثّل محورًا رئيسيًا ضمن فعاليات العام الثقافي قطر الأرجنتين وتشيلي، وهي مبادرة وطنية تهدف إلى إقامة تبادلات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الشريكة، قائمة على تعزيز الاحترام وتعميق التفاهم بين الشعوب.

وتشمل البرامج الأخرى المُخطط لها لهذا العام عروضًا، ومعارض، وفعاليات رياضية وطهوية، ومشاريع تصوير فوتوغرافي، وبرامج إقامة فنية، ورحلات تطوعية، وغيرها الكثير.

ويشمل معرض “لاتينو أمريكانو” نحو 170 عملًا فنيًا لأكثر من 100 فنان رائد ومعاصر من الأرجنتين، والبرازيل، وتشيلي، وكولومبيا، وكوبا، والمكسيك، وباراغواي، والأوروغواي، وفنزويلا. ويقدم استكشافًا واسع النطاق للثقافة البصرية في أمريكا اللاتينية منذ أوائل القرن العشرين وحتى يومنا هذا، متتبعًا كيف وثق الفنانون من جميع أنحاء القارة الحقائق الاجتماعية والسياسية والثقافية وتحدوها وأعادوا تشكيلها من خلال فنهم.

يأتي المعرض بتقييم فني مشترك من عيسى الشيراوي، القيّم الفني ورئيس قسم المعارض الدولية في متاحف قطر، وماريا أماليا جارسيا، كبير القيّمين الفنيين في مالبا، ويتألف من ستة أقسام مقسمة وفقًا لموضوع معين، تغطي الانعكاسات الفنية للتحضر، والهوية، والذاكرة، والمقاومة، راسمةً بذلك صورة عن الخيوط المشتركة والاختلافات في التعبير البصري للمنطقة
سيستكشف زائرو المعرض باقة من أبرز الأعمال الفنية، من بينها “بورتريه شخصي مع قرد وببغاء” (1942) للفنانة فريدا كاهلو، و”الرقص في تيهوانتيبيك”  (1928) للفنان دييغو ريفيرا، و”الأرمل” (1968) للفنان فرناندو بوتيرو، و”أومي أوبيني” (1943) للفنان ويفريدو لام، إلى جانب العديد من الإبداعات الأخرى.

وستُعرض هذه الأعمال جنبًا إلى جنب مع إبداعات فنية أقل شهرة وأخرى لفنانين معاصرين، من بينها عدد من أحدث المقتنيات التي أضافها متحف مالبا إلى مجموعاته، والتي تُعرض لأول مرة ضمن هذا المعرض، إلى جانب أعمال بارزة من مجموعات متحف: المتحف العربي للفن الحديث ومتحف مطاحن الفن المستقبلي.

وامتدادًا لتجربة المعرض، سيُثبت العمل الفني “منحوتة الأحلام” (2023) لمارتا مينوجين في براحة متحف قطر الوطني، وهو عمل فني ضخم بأشكال غريبة قابلة للنفخ، عُرض لأول مرة في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك، ويُشكّل ممرًا يقدم لعابريه تعبيرًا حسيًا عن المرح والخيال الموجود في الفن الذي تزخر به أمريكا اللاتينية.

وبجمع الأسماء المرموقة والأصوات الصاعدة تحت سقف واحد، يدعو معرض “لاتينو أمريكانو” الجمهور في قطر والمنطقة لاكتشاف تراث فني غني ومتنوع، لطالما كان مؤثرًا، وإن كان تمثيله ناقصًا في السرديات العالمية. ولا يقتصر المعرض على مد الجسور لتقريب المسافات الجغرافية والثقافية فحسب، بل يُعمّق أيضًا التفاهم المتبادل والتقدير الفني بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي.

يُقدّم معرض “لاتينو أمريكانو” ضمن موسم “قطر تُبدع” لربيع/صيف 2025، وهي منصة مُخصصة لإبراز أصوات الصناعات الإبداعية في قطر وتشجيع الأنشطة الثقافية داخل الدولة.

سيُرافق المعرض برنامج عام شامل طوال فترة عرضه، يضم محاضرات وجولات إرشادية وورشات عمل وأنشطة مجتمعية. صُممت هذه الأنشطة لتشجيع الحوار والتبادل والمشاركة، ما يضمن إتاحة معرض “لاتينو أمريكانو” وتفاعله مع شريحة واسعة من الزوار.