متاحف قطر تدشن معرض «لاتينو أمريكانو» في متحف قطر الوطني 21 أبريل
أعلنت متاحف قطر بالتعاون مع متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا) عن تقديم المعرض المشترك “لاتينو أمريكانو | الفن الحديث والمعاصر من مقتنيات متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا)، وإدواردو ف. كوستانتيني”، أول معرض واسع النطاق للفن اللاتيني الأمريكي الحديث والمعاصر في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، وذلك في شهر أبريل المقبل ضمن فعاليات العام الثقافي قطر الأرجنتين وتشيلي.
يستقبل المعرض زواره في متحف قطر الوطني من 21 أبريل حتى 19 يوليو 2025. وتهدف مبادرة الأعوام الثقافية إلى إقامة تبادلات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الشريكة. وتهدف المبادرة إلى تعزيز الاحترام وتعميق التفاهم بين الثقافات المتنوعة وتحفيز الشعوب على الاتحاد.
وصرحت الشيخة ريم آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي بالوكالة للمعارض والفن العام ورباعية قطر في متاحف قطر قائلة: “لقد رسخت قطر مكانتها كوجهة عالمية رائدة لمن يبحثون عن تجارب استثنائية في الفن والثقافة والتراث. وانطلاقًا من رؤية قطر الوطنية 2030، نفخر بكوننا مركزًا ثقافيًا عند أحد أهم ملتقيات العالم، حيث نسخّر الفنون لتشجيع الحوار، وتوطيد الروابط بين الثقافات، وترسيخ التفاهم المشترك. تجسّد هذه الرؤية جوهر مبادرة الأعوام الثقافية، التي نجحت منذ عام 2012 في تمتين علاقات قطر مع دول شريكة حول العالم، وتفخر اليوم بدعم معرض “لاتينو أمريكانو” ضمن شراكتها لهذا العام الثقافي مع كل من الأرجنتين وتشيلي.”
يأتي المعرض بتقييم فني من عيسى الشيراوي، القيّم الفني ورئيس قسم المعارض الدولية في متاحف قطر، وماريا أماليا جارسيا، كبير القيّمين الفنيين في مالبا، ويتناول معرض “لاتينو أمريكانو” سؤالًا محوريًا: كيف يمكن لمجموعة من الصور أن تمثّل أو تلتقط التنوع الذي تزخر به قارة بأكملها؟ يقدّم المعرض نظرة بانورامية للإبداع الفني في القارة اللاتينية، من خلال عرض مقتنيات متحف مالبا، وإدواردو ف. كوستانتيني، ومتاحف قطر، حيث يضم أعمالًا لمجموعة من أبرز الفنانين منذ عام 1900 وحتى اليوم.
يشمل المعرض نحو 170 عملًا فنيًا لأكثر من 100 فنان من الأرجنتين، والبرازيل، وتشيلي، وكولومبيا، وكوبا، وباراغواي، والمكسيك، وفنزويلا، والأوروغواي، تغطي مجالات متعددة تشمل الرسم، والتصوير الفوتوغرافي، ومقاطع الفيديو، والنحت، والأعمال الفنية التركيبية، والتوثيق الأرشيفي.
وتعليقًا على هذه المناسبة، قال عيسى الشيراوي: “يمثل هذا التعاون مع متحف مالبا فرصة استثنائية لجلب الفن والثقافة اللاتينيين إلى منطقة الخليج العربي من خلال معرض بهذا الحجم، لا سيّما خلال مجريات العام الثقافي قطر الأرجنتين وتشيلي. يسلّط المعرض الضوء على دور الفنانين اللاتينيين، من رواد الحداثة إلى المبدعين المعاصرين، في تحدي السرديات السائدة وإعادة صياغة التقاليد وترك بصمتهم على الحركات الفنية العالمية. وفي متاحف قطر، نحرص على مواصلة استعراض تاريخ الفن العالمي من زوايا متعددة، لإيصال قصص ورؤى جديدة لجمهورنا من مختلف أنحاء العالم.”
يُعيد معرض “لاتينو أمريكانو” النظر في الفن اللاتيني الأمريكي من منظور نقدي، مستكشفًا موقعه ضمن السرديات التاريخية والأطر النظرية. وينقسم المعرض إلى خمسة أقسام يركز كل منها على موضوع معين، حيث يستكشف الهويات المتعددة في المنطقة، وتطورها الحضري، وتغيراتها الاجتماعية، إضافةً إلى الممارسات الفنية التحويلية التي تميز المشهد الإبداعي في أمريكا اللاتينية.
وقالت ماريا أماليا جارسيا، معلقة: “منذ أواخر الثمانينيات، كان لدى إدواردو ف. كوستانتيني هدف واضح يتمثل في اقتناء أبرز أعمال الفن اللاتيني الأمريكي الحديث، وفق اتباع نهج مستدام لجمع المقتنيات. كان شغفه العميق بالفن ورغبته في نشر هذا الإرث ومشاركته مع العالم الدافع وراء تأسيس متحف مالبا. ويأتي معرض “لاتينو أمريكانو” ليحتفي بتاريخ المتحف ويقدّمه لجمهور جديد في قطر.”
سيكشف المعرض عن مجموعة من أبرز الأعمال من مقتنيات متحف مالبا، من بينها “بورتريه شخصي مع قرد وببغاء” (1942) للفنانة فريدا كالو، و”الرقص في تيهوانتيبيك” (1928) للفنان دييغو ريفيرا، و”أحجية تركيب الصور” (1967) للفنان خورخي دي لا فيغا، و”خوانيتو النائم” (1978) للفنان أنطونيو بيرني، و”أومي أوبيني” (1943) للفنان ويفريدو لام، و”انسجام” (1956) للفنانة ريميديوس فارو، و”مشهد من الشارع أو شارع باريس أو بنّاء” (1930) للفنان خواكين توريس غارسيا، و”تركيب بدرجات الأخضر” (1939) للفنان روبيرتو ماتا، و”الأرمل” (1968) للفنان فرناندو بوتيرو، إلى جانب العديد من الإبداعات الأخرى.
تمثل بعض هذه الروائع أحدث المقتنيات التي أضافها متحف مالبا لمجموعاته، وستُقدم لأول مرة في هذا المعرض، حيث سيحظى الجمهور بفرصة حصرية لاكتشافها. وستُعرض هذه الأعمال جنبًا إلى جنب مع مقتنيات متحف: المتحف العربي للفن الحديث ومتحف مطاحن الفن المستقبلي، من إبداعات فنانين مثل أليس راهون وماتياس جوريتز، وغيرهم.
كما سيثبت العمل الفني “منحوتة الأحلام” (2023) لمارتا مينوجين في براحة متحف قطر الوطني، وكان هذا العمل التركيبي قد عُرض لأول مرة في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك، ويتألف من 16 قطعةً قابلة للنفخ بأشكال غريبة تُشكّل ممرًا يفتح للعابرين آفاقًا خيالية.
وعلّق إدواردو كوستانتيني، قائلًا: “لطالما كان هدفي، من خلال التركيز على الفن اللاتيني الأمريكي الحديث، هو اقتناء أروع الأعمال من أبرز الفترات الإبداعية لأهم فناني المنطقة. ويسعدني أن تجد هذه الأعمال صدى واهتمامًا في ثقافات بعيدة عن ثقافتنا. ويعكس هذا التعاون مع متاحف قطر التزامنا بالترويج للفن اللاتيني الأمريكي وتعزيز حضوره على الساحة الدولية.”
وعلّقت تيريزا بولغيروني، رئيس مؤسسة مالبا، قائلة: “يُعد هذا التبادل الأول بمثابة محطة هامة في تاريخ المتحف، إذ يعكس التزامه العميق بمكانته الدولية وحرصه على نقل الفن اللاتيني الأمريكي إلى الجمهور العالمي. لا يساهم تعاوننا مع متاحف قطر في توسيع نطاق انتشار أعمالنا فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للحوار الثقافي بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي. ونحن على ثقة بأن هذه الشراكة ستقوي الروابط بين مؤسساتنا، وتسهم في إثراء مجتمعاتنا الفنية المتبادلة.”
بالإضافة إلى المعرض، سيتضمن “لاتينو أمريكانو” برامج ثقافية ثرية تضمن استمرارية التفاعل مع موضوعاته وتعزز الحوارات الثقافية الأوسع. وستتيح هذه البرامج فهمًا أعمق لممارسات الفنانين والسرديات المتعددة التي يتناولها المعرض.
وكانت مبادرة الأعوام الثقافية قد أعلنت عن الدولتين الشريكتين في العام الثقافي 2025، وهما جمهورية الأرجنتين وجمهورية تشيلي. وستُبرز شراكات العام الثقافي 2025 التأثيرات الثقافية المشتركة، من فن الطهي إلى اللغة، مع إقامة تعاونات جديدة في المجالات الرئيسية للمبادرة، مثل الحفاظ على التراث الثقافي، والصناعات الإبداعية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والابتكار.
أطلقت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني هذا التبادل العالمي السنوي قبل 13 عامًا، بهدف توطيد العلاقات بين قطر ودول العالم من خلال شراكات ثقافية طويلة الأمد، قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادلين. وسيتضمن برنامج هذا العام فعاليات متنوعة تشمل عروضًا فنية، ومعارض، وأحداثًا رياضية، وفعاليات طهي، ومشاريع تصوير فوتوغرافي، وبرامج إقامة فنية، ورحلات تطوعية، والمزيد غيرها.