آثار ومتاحفأخبارثقافة وفنونقطرنا

«الدبلوماسية الثقافية» تختتم فعاليات العام الثقافي «قطر – إندونيسيا 2023»

استضافت جامعة إندونيسيا في جاكرتا محاضرة مثيرة للفكر بعنوان “الدبلوماسية الثقافية: صمام أمان للعلاقات الدولية”، شارك فيها الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية. وقد تم تنظيم هذا الحدث الخاص ضمن الحفل الاختتامي لفعاليات العام الثقافي قطر-إندونيسيا 2023.

وفي افتتاح المحاضرة العامة، قال الدكتور بوندان كانومويوزو، المحاضر في برنامج دراسات التاريخ بكلية العلوم الإنسانية بجامعة إندونيسيا: “لقد نجحت قطر في إحداث ابتكارات في عالم الدبلوماسية، بما في ذلك تحولها لوسيط للسلام بين الدول التي تعاني من الصراعات، من خلال الإضطلاع بمهام دبلوماسية ثقافية هادفة. وأشكر سعادة الدكتور الكواري على حضوره بيننا، ولا أنسى أيضا سعادة السيدة فوزية بنت إدريس السليطي، سفيرة دولة قطر لدى جمهورية إندونيسيا، وبرنامج الدراسات العربية في جامعتنا على دعمهم في تنظيم هذه المحاضرة.

وشارك الدكتور الكواري، الذي يشغل أيضًا منصب سفير الأعوام الثقافية، رؤاه حول الدور المحوري للدبلوماسية الثقافية في تطوير العلاقات الدولية. وبفضل خبرته الواسعة وفهمه العميق لمبادرات التبادل الثقافي، يتمتع الدكتور الكواري بمكانة فريدة تمنحه القدرة على تسليط الضوء على القوة التحويلية للمشاركة الثقافية كوسيلة لبناء الجسور بين الأمم.

وقال الدكتور الكواري: “لقد حظيت بشرف زيارة إندونيسيا العام الماضي على رأس وفد في إطار العام الثقافي قطر – إندونيسيا 2023 بهدف توثيق الروابط بين الأمم والشعوب. تعكس هذه المبادرة إيمان دولة قطر الراسخ بأن الثقافة هي لغة تواصل لها تأثير أقوى من الدبلوماسية الرسمية، وتلعب دورًا محوريًا في مد جسور التفاهم وتشجيع الحوار والتفاعل“.

لقد احتفى العام الثقافي قطر – إندونيسيا 2023 بالتراث الثقافي الغني لكلا البلدين بنجاح، الأمر الذي وثق العلاقات التاريخية القوية بين البلدين. وقد نظمت مبادرة الأعوام الثقافية أكثر من 50 برنامجًا في قطر وإندونيسيا ركزت على الصناعات الإبداعية والتنمية الاجتماعية والابتكار وجوانب من التراث الثقافي في كلا البلدين.

وتابع الدكتور الكواري موضحًا: “من خلال خبرتي الدبلوماسية ومسيرتي المهنية الطويلة، أدركت أن الطريق إلى الوئام العالمي يبدأ بتعزيز دور الثقافة في العلاقات الدولية. وبالتالي، أعتقد اعتقادًا راسخًا أن الدبلوماسية الثقافية هي مفتاح التقارب بين الدول ومحفز للاستقرار. ومبادرة الأعوام الثقافية هي خير شاهد على نجاح الثقافة في توثيق الصلات بين الأمم وتعميق التفاهم من خلال تبادل الخبرات الإبداعية. هذا النهج الدبلوماسي، الذي يمزج بين التبادل الثقافي والدبلوماسية في صورتها التقليدية، قد أبان عن كفاءته في إبراز قطر كدولة تقدّر السلم العالمي، وتشجع بقوّة الدول على السعي لتحقيقه.”

وهناك نقطة أخرى أثارها سعادة الدكتور الكواري تجلّت في النجاح المبهر الذي لاقته استضافة بطولة كأس العالم FIFA  سابقًا وكأس آسيا حاليًا، والذي إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على التزام قطر بالمشاركة الدولية التي كان لها دور فعال في مدّ الجسور مع الدول في شتّى أنحاء العالم. وعلّق الدكتور قائلًا: ” هذا النهج الشامل، الذي يجمع المبادرات في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة، هو مرآة لحرص دولة قطر على ترسيخ التفاهم والتعاون على مستوى العالم. وإنني موقن أن الدور الذي تؤديه الدبلوماسية الثقافية سيكبر مع الوقت، ليصبح في المستقبل عنصرًا لا غنى عنه للدبلوماسية في صورتها التقليدية”.

وتخلّل الفعالية جلسة توقيع لكتاب “جسور، لا أسوار”، لمؤلفه سعادة الدكتور الكواري، الذي سبر فيه أغوار تعقيدات العلاقات بين الحضارات، داعيًا فيه إلى انتهاج مقاربة جديدة عنوانها التعاون لعلاقة الشمال بالجنوب، في ضوء الدبلوماسية الثقافية التي ارتكزت عليها المحاضرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


For security, use of CloudFlare's Turnstile service is required which is subject to the CloudFlare Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!