افتتحت مبادرة الأعوام الثقافية اليوم السبت معرض “حوار الورق” في غاليري أميريا سويناسا، تامان إسماعيل مرزوقي (TIM) بجاكرتا، وهو جهد فني رائع يجسد عمق العلاقات الثقافية المشتركة بين قطر وإندونيسيا.

يقام المعرض في الفترة من 25 نوفمبر إلى 16 ديسمبر 2023، ويأتي ضمن فعاليات العام الثقافي قطر-إندونيسيا 2023، ويستكشف التفاصيل الدقيقة للعلاقة بين البلدين من خلال ممارسة صناعة الورق. ويظهر هذا الحوار الثقافي في أعمال فنية تعاونية جمعت بين اثنين من الفنانين الاستثنائيين هما الفنان القطري يوسف أحمد، والفنان الإندونيسي ويدي بانغيستو.
وقالت سعادة السيدة فوزية بنت ادريس السليطي، سفيرة دولة قطر لدى جمهورية إندونيسيا، خلال حضورها افتتاح المعرض: “تقاسمت قطر وإندونيسيا علاقات دبلوماسية متميزة لفترة تناهز الـ 50 عامًا، لكن روابطنا الثقافية أعمق بكثير. فقِيَمنا واحدة – أهمها الأسرة باعتبارها ركيزة للمجتمع، والقوة التي يمنحها التنوع للأمم والشعوب. وفي الواقع، إن إندونيسيا هي أولى دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان) يتم اختيارها كشريك للعام الثقافي.”
ظهر معرض “حوار الورق” إلى النور بتقييم فني من الدكتورة عائشة المسند، خبير متاحف أول بمبادرة الأعوام الثقافية‏، ويستعرض نتائج ورشة عمل تعاونية عُقدت في قطر، حيث جمع يوسف أحمد وويدي بانغيستو بين العناصر الطبيعية الفريدة لكلا البلدين. وتضمن هذا التعاون دمج لب شجرة النخيل من قطر مع لب الأباكا ولب شجر التوت من إندونيسيا، مما أدى إلى إبداع 36 عملاً فنيًا ستُعرض في غاليري أميريا سويناسا.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة عائشة المسند: “ولدت فكرة حوار الورق نتاج إرث شراكة العام الثقافي قطر – اليابان. وقد سعدنا باستضافة الفنان ويدي بانغيستو في الدوحة لحضور ورشات عمل مع الفنان يوسف أحمد. تقدم الأعمال الفنية الموجودة في المعرض استكشافًا آسرًا لمفاهيم مثل الامتلاء والفراغ، وأوجه الاختلاف والتشابه بين الثقافتين القطرية والإندونيسية، وقوة الحوار من خلال الإبداع المشترك. ويعد المعرض تجسيدًا للعلاقة العميقة بين قطر وإندونيسيا، التي تتجاوز الحدود الجغرافية من خلال الفن”.
يتطرق معرض «حوار الورق» لهذا العام إلى الطرق التي أثرت بها البيئات والمناظر الطبيعية والمناخات المتميزة على حياة وتجارب الناس في كل من قطر وإندونيسيا. وتتميز إندونيسيا، وهي عبارة عن أرخبيل من الجزر الخضراء الوارفة، بغابات كثيفة تعج بالنباتات ذات الأشكال والألوان المتنوعة. ويكون التناقض صارخًا عند مقارنتها بقطر، شبه الجزيرة التي تتميز في الغالب بمناظر طبيعية صحراوية، وهي منطقة تبدو في البداية خالية من النباتات. إلا أن هذه الصحراء أهدتنا النخلة التي صمدت في مواجهة الطبيعة القاسية وشح الموارد المائية.