منذ بداية العام 2023، شهدت صناعة وقطاع الطيران المدني في دولة قطر تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، وذلك في انعكاس واضح للجهود المتفانية التي تبذلها الهيئة العامة للطيران المدني تحت مظلة وزارة المواصلات في سبيل تعزيز هذا القطاع الحيوي. كما تجسد هذه التطورات الرؤية الطموحة لدولة قطر في تحقيق التميز في مجال الطيران المدني.

وقال السيد محمد فالح الهاجري، المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني، إن الجهود الكبيرة التي بُذلت من أجل تنمية منظومة قطاع الطيران المدني في دولة قطر، ارتكزت على بناء وتطوير منظومة حديثة معززة بخدمات عصرية متقدمة، حيث اتخذت الهيئة في هذا الصدد عدة خطوات كبيرة ومدروسة، بهدف دعم جهود تطوير القطاع وتحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف الهاجري، أنه تم أيضًا اعتماد العديد من الإجراءات التي استهدفت تطوير مجال الملاحة الجوية، وزيادة عدد مسارات الطائرات وتحديث الأجهزة والأنظمة المستخدمة في هذا المجال، وذلك بالتزامن مع تكثيف العمليات التدريبية وتطوير الكفاءات البشرية الموجودة بهدف تحسين مستوى الأداء.

وتابع: “على سبيل المثال لا الحصر، تم خلال العام الحالي تشغيل راداري المدى البعيد والمدى المتوسط لدعم عملية إدارة دولة قطر الكاملة لإقليم الدوحة لمعلومات الطيران الذي بات علامة فارقة في إدارة الأجواء القطرية”.

وأوضح أن مجال الأرصاد الجوية شهد تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة لاسيما مع وصول عدد محطات الرصد الجوي إلى 48 محطة حديثة ساهمت في تحسين وتعزيز جودة خدمات الأرصاد الجوية في عمليات الملاحة الجوية والبحرية، فضلاً عن وصول عدد اتفاقيات النقل الجوي الموقعة مع باقي دول العالم إلى 175 اتفاقية، تتيح للخطوط الجوية القطرية فرصاً أكبر لتوسيع شبكة وجهاتها العالمية، والتي باتت تشمل حالياً أكثر من 160 وجهة عالمية تطير إليها الناقلة الوطنية عبر مطار حمد الدولي، الذي يحتضن اليوم 40 شركة طيران عالمية.

مسيرة تطور وإنجاز

وقال الهاجري: “في ظل القيادة الحكيمة للدولة والتوجيهات الحكومية الرشيدة فإن مسيرة التطور لن تتوقف هنا وهذه المرحلة ستليها مراحل أخرى، فقطاع الطيران المدني هو قطاع حيوي متجدد يتأثر بكافة المتغيرات العالمية، ونحن معنيون بمواكبة كل هذه المتغيرات والتطورات الهائلة التي يشهدها قطاع الطيران والسعي نحو تحقيق مزيد من التقدم في مستوى الأداء ورفع اسم قطر عاليًا في المحافل الدولية، خاصة بعد إنجاز فوز دولة قطر برئاسة لجنة التعاون الفني بمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) الذي تحقق أواخر يونيو الماضي”.

التزام بمواصلة التميز

شهدت صناعة وقطاع الطيران المدني في قطر تطورًا ملحوظًا خلال الفترة منذ بداية عام 2023، مما يشير إلى التزام وحرص الهيئة العامة للطيران المدني على مواصلة تحقيق التميز وتعزيز الاستدامة في هذا القطاع الحيوي. وسجلت صناعة النقل الجوي في دولة قطر زيادة غير مسبوقة وأرقاما قياسية في أعداد المسافرين خلال العام 2023.

وقال الهاجري: “تم تسجيل أعداد كبيرة من المسافرين عبر مطار حمد الدولي، وبلغت أعلى مستوياتها خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو وأغسطس من هذا العام، مقارنة بأعداد الركاب المسجلة في نفس هذه الأشهر خلال الأعوام السابقة. وكانت أعداد المسافرين خلال شهري يوليو وأغسطس 2023 هي الأعلى على الإطلاق منذ بدء العمليات التشغيلية للمطار، حيث تجاوزت الأعداد في كل شهر 4 ملايين مسافر”.

وأرجع الهاجري تلك الزيادة القياسية في أعداد المسافرين القادمين والمغادرين على حد سواء، إلى عدة عوامل من أبرزها زيادة الربط بين دولة قطر وباقي دول العالم، وأهمية دولة قطر المتزايدة كوجهة سياحية وتجارية ومركز مهم يستقطب العديد من الزوار سنوياً، إلى جانب التوسع العالمي في شبكة الخطوط الجوية القطرية التي تربط قطر بأنحاء العالم.

توقعات بأرقام قياسية

وأظهرت التوقعات الخاصة بأعداد المسافرين لعام 2023 الصادرة عن إدارة النقل الجوي في الهيئة العامة للطيران المدني – والتي تم اعتمادها بعد تحديث جداول الطيران واستناداً إلى نموذج تنبؤات النقل الجوي- إمكانية تسجيل أرقام قياسية في الأشهر المقبلة من العام الحالي 2023 لتصل إلى نسب وأرقام أعلى من تلك المسجلة في عام 2019، وهو ما يشير إلى مزيد من الانتعاش في سوق السفر الجوي.

كما أشارت التوقعات إلى إمكانية وصول إجمالي أعداد المسافرين خلال عام 2023، إلى حوالي 43 مليون مسافر، وهو ما يتوافق مع توقعات إدارة النقل الجوي باستكمال التعافي من تأثيرات كوفيد- 19 بحلول عام 2023، وتجاوز معدلات التشغيل المسجلة في فترة ما قبل الجائحة.