حقق معرض الصيد البحري نجاحاً لافتاً في نسخته الأولى التي تم تنظيمها بميناء الدوحة القديم، كما شهد المعرض اقبالاً واسع من الزوار والمشاركين، حيث اختتم ميناء الدوحة القديم أول نسخة من معرض الصيد البحري ومسابقة الصيد البحري التي تم تنظيمها على هامش المعرض، وذلك بعد أربعة أيام من الفعاليات المتواصلة مما عزّز مكانة الميناء كوجهة رائدة للفعاليات الثقافية والرياضية البحرية في قطر.

استمرّ معرض الصيد البحري في ميناء الدوحة القديم من 9 إلى 12 أبريل في حديقة المينا، وجمع كل من عشّاق البحر والمتخصصين في القطاع البحري والعائلات، ضمن فعالية غنية تسلّط الضوء على الموروث البحري العريق وثقافة الصيد الحديثة، مقدّمًا بذلك تجربة متكاملة استمتع فيها الزوّار بعروض حيّة لحياكة الشباك التقليدية وتقنيات الصيد الحديثة، مما يؤكد على التزام الميناء في المحافظة على الموروث الشعبي ودعم محبي الصيد والأنشطة البحرية وتعزيز مكانته كوجهة شاملة تحتفي بعالم الصيد بجميع تفاصيله وجوانبه.

حظي المعرض باهتمام كبير وتفاعل إعلامي لافت وشهد زيارات من كبار الشخصيات والوفود الرسمية من مختلف القطاعات، في تأكيد على قيمته الثقافية ومكانته المتقدّمة ضمن رزنامة الفعاليات بالميناء والدولة. كما أفاد العارضون بتحقيق معدلات إقبال ومبيعات عالية طوال أيام الحدث، مشيدين بمردوده التجاري الذي يُعد من أنجح الأنشطة لهذا الموسم.

على مدى أربعة أيام، تحوّل معرض الصيد البحري في نسخته الافتتاحية إلى ملتقى مجتمعي حيوي، امتزجت فيه العروض الشعبية والتجارب التفاعلية بأجواء احتفالية في الهواء الطلق وتنوّعت فيه خيارات الضيافة من أبرز المطاعم في الدوحة ليُجسّد تناغمًا فريدًا بين الموروث البحري وروح المشاركة المجتمعية.

وبرزت ضمن الفعاليات المصاحبة للحدث مسابقة الصيد البحري التي نظّمها ميناء الدوحة القديم بالتعاون مع نادي الدوحة للرياضات البحرية، والتي تُعد الأكبر من نوعها على مستوى الدولة من حيث المشاركة وعلى مستوى الجوائز الخاصة بالفرق الفائزة لمسابقة تختص بالصيد بالمراكب، بعد أن جمعت 578 مشاركًا ضمن 132 فريقًا. واقتصرت المسابقة على صيد سمكة الكنعد واختُتمت بتكريم 25 فائزًا خلال حفل توزيع الجوائز في اليوم الختامي وسط أجواء احتفالية نابضة.

حصد فريق اشعل بقيادة النوخذة احمد محمد عيسى علي الخليفي المركز الأول في مسابقة الصيد البحري لهذا العام، بعد أن سجّل أثقل صيد بوزن بلغ 32.55 كيلوغرام، محقّقًا بذلك أعلى نتيجة في ظلّ تنافسٍ شديد، ليفوز بالجائزة الكبرى البالغة 150,000 ريال قطري. وجاء فريق بوشهاب1 في المركز الثاني، بقيادة النوخذة مسند حمد المريخي، ليحصد جائزة قدرها 75,000 ريال قطري لقاء صيد بوزن 28.30 كجم، بينما حلّ فريق كوبيا في المركز الثالث، بقيادة النوخذة عادل عبدالله بومطر، وحصل على جائزة بقيمة 45,000 ريال قطري لقاء صيده بوزن 24.30 كجم. أما المركزان الرابع والخامس، فقد كانا من نصيب فريقي رقيط وعجب الجنوب على التوالي، بحيث فاز كل منهما بجائزة قدرها 10,000 ريال قطري تقديرًا لأدائهما المميز، فقد سجّل فريق رقيط، بقيادة النوخذة عبدالله علي المناعي، صيدًا بوزن 21.30 كجم، أما فريق عجب الجنوب، بقيادة النوخذة خالد أحمد جاسم عبدالله، فقد سجّل صيدًا بوزن 21.20 كجم.

وتجاوزت القيمة الإجمالية لجوائز المسابقة 300,000 ريال قطري، شملت معدات بحرية مقدّمة وقوارب كاياك كهربائية وأخرى يدوية بالإضافة إلى إقامة فاخرة في فندق ومساكن المينا، لتمنح المشاركين تجربة متكاملة تجمع بين التحدّي والمكافأة وتعكس المكانة المتنامية لرياضة الصيد في قطر.

وفي هذا السياق، صرّح المهندس محمد عبد اللّه الملا، الرئيس التنفيذي لميناء الدوحة القديم، قائلاً: “لا نرى في ميناء الدوحة القديم مجرّد وجهة فحسب، بل نعتبره جهة رائدة للحفاظ على الموروث البحري القطري وحلقة وصل حيّة بين الماضي والحاضر. وقد تجلّى هذا الارتباط خلال أيام المعرض والمسابقة. فقد شكّلت الفعاليات نموذجًا فعليًا لكيفية إحياء الموروث بأسلوب تفاعلي لجميع أفراد المجتمع. ونتطلّع إلى مواصلة إقامة هذا الحدث كفعالية سنوية بارزة مع بداية موسم الصيد ضمن رزنامة الفعاليات البحرية في المنطقة. كما سعدنا بالإقبال الكبير الذي شهدته مسابقة الصيد وتسجيل أعداد غير مسبوقة من المشاركين ومحبي رياضة الصيد، الأمر الذي يعكس شغف وارتباطنا الوثيق بالبيئة البحرية، وبدوره سيسعى ميناء الدوحة القديم إلى دعم هذه الأنشطة البحرية بشكل أكبر من خلال زيادة المسابقات في رزنامة فعاليات الميناء، وإقامة هذه المسابقة بشكل سنوي على هامش معرض الصيد البحري في نسخه القادمة.”

ومع استمرار ميناء الدوحة القديم في ترسيخ مكانته كوجهة رائدة للسياحة البحرية والبرامج الثقافية والفعاليات المجتمعية، تشكّل هذه النسخة محطة فارقة تؤسس لانطلاقة واعدة في الأعوام المقبلة، بين جذور الماضي وآفاق المستقبل.