على مدار 16 عاماً، ومنذ انطلاق رحلته الإبداعية إفي العالم العربي عام 2009، لم يكن “نجوم العلوم” مجرد برنامج تلفزيوني فحسب، بل كان بمثابة منبعاً لأفكار ورؤى لابتكارات تكنولوجية قادرة على إحداث ثورة في عالم ريادة الأعمال في منطقتنا العربية.

وتحت رعاية وإشراف مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، احتل البرنامج مركز الصدارة كمنظومة تبذل مساعيها في دعم مسيرة الشركات الابتكارية الناشئة، معززة لدور قطر الريادي كمركز للبحث والابتكار.

شهدت قطر خلال السنوات الماضية مبادرات مشاريع ضخمة، برزت ثمارها في التقدم الكبير بمجال الابتكار، حيث تبنت تأسيس مراكز بحثية عالمية المستوى، وعدداً من الجامعات المرموقة ذات التصنيف العالمي بالمدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، ومراكز تطوير التكنولوجي مثل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا – عضو مؤسسة قطر – فضلاً عن بنية تحتية متطورة دفعت التحول الرقمي إلى آفاق جديدة.

وقد تضافرت هذه الجهود جميعها لتدفع برامج ذات رؤية ثاقبة عديدة من ضمنها “نجوم العلوم” نحو الصدارة، إذ أصبح بمثابة منصة رائدة في تحويل الإبداع إلى حلول تكنولوجية ملموسة، عبر توفير نظام ديناميكي داعم مصمم خصيصاً لاستقطاب المواهب العربية.

على مدار 15 موسماً من التشويق والإثارة، استطاع البرنامج دعم 168 مبتكراً، محققاً نجاحاً كبيراً في إصدار العديد من النماذج الأولية، والحصول على مجموعة واسعة من براءة اختراعات تلامس قضايا ملحة داخل عالمنا العربي وخارجه.

التزام بدعم الابتكار

على هامش مؤتمر “قمة الويب قطر 2024” أعلنت قطر عن تخصيص مليار دولار أمريكي لدعم الشركات الناشئة، الأمر الذي عزز من طموحها في أن تصبح محوراً عالمياً للتكنولوجيا، إضافة إلى تصريحاتها خلال منتدى قطر الاقتصادي 2024، باستثمار ما قيمته 9 مليار ريال قطري في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يؤكد على التزامها المستمر بدعم كل شباب المبتكرين على اختلاف هوياتهم.

لقد انعكس هذا النوع من الدعم الاقتصادي لمنظومة التكنولوجيا والشركات الناشئة في قطر، بالإيجاب على مبادرات مثل برنامج “نجوم العلوم”، لتمكينه من مواصلة مساعيه في مجال الاكتشافات العلمية. وباعتباره أطول برنامج عربي تعليمي ترفيهي من نوعه فقد استطاع أن يحقق نجاحاً في سد الثغرة بين البحث العلمي ونماذج الابتكارات الاولية.

نجاحات الخريجين

اليوم تمثل النجاحات التي حققها خريجي البرنامج دليلاً قوياً على التقدم الذي أحرزه في مجال التكنولوجيا، الاستدامة، الأبحاث الطبية الحيوية، الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وحتى قطاع المنتجات الاستهلاكية.

نستشهد على ذلك بقصص نجاح خريجي “نجوم العلوم”، مثل المبتكر السوري ماجد لبابيدي الذي شارك في الموسم 3، وأطلق العديد من الشركات الناشئة في قطر، ويشغل الآن منصب مدير تكامل منظومة الأعمال في مسرعة الأعمال “الكاميست -الدوحة” المرموقة، ومقرها وادي السيليكون.

أما متسابق الموسم 7، المبتكر السعودي حسن البلوي، الذي شارك في البرنامج ممثلاً عن شركته الناشئة “ويك كاب” لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز السلامة في مواقع العمل، فقد حققت شركته منذ ذلك الحين نجاحاً كبيراً، إذ حصل على تمويل ضخم، كما تمكَّن من عقد شراكات استراتيجية على نطاق عالمي.

لقد استطاع “نجوم العلوم” أن يخلق تأثيراً ملهماً في ثقافة التحول نحو الابتكار وريادة الأعمال. ويقول خريج البرنامج محمد القصَّابي من قطر: “يمثل برنامج “نجوم العلوم” منبراً للإلهام والابتكار في عالمنا العربي، من حيث رعايته للمواهب الشابة النابغة في العلوم والتكنولوجيا. وقد أثبت على مدار عقد ونصف تأثيره التحويلي وفعاليته الدائمة.”

يمكن لعشاق العلوم والشغوفين بالابتكارات العلمية، مشاهدة برنامج “نجوم العلوم” في نسخته السادسة عشر ابتداءً من 7 سبتمبر 2024 وحتى 19 أكتوبر 2024 على خمس قنوات عربية وعبر منصات البرنامج على الإنترنت.