«مركز ومسجد المُجادِلة» بمؤسسة قطر يطلق برامج دورة «ربيع 2025»
تتضمن دورة ربيع 2025 التي أطلقها “المجادِلة: مركز ومسجد للمرأة” سلسلة محاضرات تفاعلية، وبرامج مكثفة تسلّط الضوء على سيرة النبي محمد ﷺ، ومساهمات النساء المسلمات في المجتمع الإسلامي عبر مختلف مراحل الدعوة الإسلامية. كما تشمل دورة الربيع الثانية لعام 2025 التي أطلقها المركز، عضو مؤسسة قطر، مجموعة من البرامج المستمرة، والبرامج الجديدة التي تستكشف جوانب متعددة من السيرة وعلوم الحديث.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة سهيرة صديقي، المدير التنفيذي لـ “المجادِلة: مركز ومسجد للمرأة”: “في حياتنا اليومية، يستمد المسلمون الكثير من البصيرة والإلهام والتوجيه من الأحاديث النبوية. وفي المُجادِلة، نحاول عبر دراساتنا لمواقف من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام استخلاص دروس عديدة، من بينها إسهامات النساء المسلمات الأوائل في النقاشات حول العبادة والفقه والأخلاق”.
أضافت الدكتورة صديقي: “تتضمن نصوص الحديث العديد من المواقف التي نرى فيها النساء وهنّ يتحاورن مع النبي ﷺ، ويطرحن الأسئلة ويخضن نقاشات عميقة بهدف النهوض بالمجتمع الإسلامي. هناك الكثير مما يمكن تعلمه من هذه المواقف: كيف جرت، وما النتائج التي أفضت إليها. ولعل آداب الحوار وضوابطه الظاهرة في تلك النقاشات، أهم جانب من جوانب دراستنا وتوجه قراءتنا لهذه النصوص”.
في هذا الإطار، سيقدم الدكتور معتز الخطيب، أستاذ المنهجية والأخلاق المشارك في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، برنامج “مقدمة في علوم الحديث”، وذلك ابتداءً من 3 مايو 2025 – سيكون البرنامج في جزأين، ويهدف إلى تيسير فهم علوم الحديث، وصولًا إلى التعمق في موضوعات، مثل جمع الأحاديث النبوية وحفظها وتوثيقها وتفسيرها ضمن هذا المجال العلمي.
الجدير بالذكر أن “الأحاديث”، جمع “حديث”، وهي مجموعة من الأقوال والأفعال التي نُقلت عن النبي محمد ﷺ، وقد جمعها الصحابة ودوّنوها وبلّغوها للأجيال من بعدهم. وتُعد الأحاديث المصدر الثاني للتشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم، ومنها يُستمد التوجيه القانوني والأخلاقي.
يقول الدكتور معتز: “لا بدّ أن يكون جميع المسلمين على درايةٍ بالتعاليم النبوية الشريفة، متخذين من النبي عليه الصلاة والسلام قدوة ونموذجًا ينبغي أن يحتذى به. ولابد أن تُلهمنا السنة الشريفة، في واقعنا المعاش، رجالاً ونساءً، في كل زمانٍ ومكان”.
وتابع: “للحديث النبوي دور محوري في ديننا، نحن المسلمين. لكن جمع السنن النبوية لا يقتصر فقط على الأحكام، بل يتضمن أيضًا رؤى عميقة عن الواقع المعاش للنساء المسلمات في ذلك الزمن.”
كما يقدم الدكتور معتز، الذي يشغل أيضًا منصب منسق برنامج الماجستير في الأخلاق التطبيقية الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، سلسلة محاضرات تفاعلية مكونة من سبعة أجزاء بعنوان “الأحاديث النبوية الخاصة بالنساء”، والتي انطلقت في 23 أبريل. تتناول السلسلة موضوعات، مثل أدوار النساء، والصفات الأخلاقية، والتفكير النقدي، والسلوك في السياقات الاجتماعية، وتهدف إلى تقديم رؤية متوازنة وعميقة لوجود ومكانة المرأة المسلمة في الأحاديث النبوية
في هذا السياق، يقول الدكتور معتز الخطيب: “صُمِّمت هذه السلسلة لتتجاوز الرؤى الاستقطابية حول هذه المحاور، عن طريق استكشافٍ موضوعيِّ ومنهجيٍّ للسنن النبوية المتعلقة بالنساء بغية تقديم صورةٍ أوضح، وتجنبًا للقراءات الانتقائية أو المجتزأة للنصوص. لابد من تطوير فهمٍ شامل للخطاب النبوي حول المرأة، لا سيما ما يخص أدوارها وإسهاماتها في المجتمع.”
الكل يعلم ما كان لزوجات النبي عليه الصلاة والسلام من دور محوري في نقل هذا العلم الإسلامي؛ ولعل السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما من أبرز تلك الشخصيات المحورية – فقد روي عنها قرابة ألفي حديث. وتغطي هذه الأحاديث مواضيع متعددة، منها جوانب خاصة بحياة النبي عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى شؤون أخرى تهم الحياة العامة، مثل المواريث، والصيام، والصلاة، والحج.
من جهتها، تقدم الأستاذة فرسيلا شاه، الحاصلة على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية “سيلي أوك بجامعة برمنغهام”، برنامج “يوميات من السيرة النبوية” الذي انطلق في 22 أبريل باللغة الانجليزية.
ويتماشى هذا البرنامج مع أهداف “المجادِلة: مركز ومسجد للمرأة”، التي تركز على التنمية الشخصية والدينية المستدامة، وقد أُعيد إطلاقه هذا العام بناءً على طلب المشاركات، ليمنح النساء المسلمات تجربة فريدة في استكشاف سيرة النبي محمد ﷺ.
ستدرس المشاركات، عن طريق الحوار والتدوين وعلى امتداد خمس جلسات، الدروس المستخلصة من المرحلة المدنية في حياة النبي ﷺ، مع التركيز أيضًا على مساهمات النساء في بدايات التاريخ الإسلامي.
وقالت فرسيلا: “عندما بدأنا البرنامج العام الماضي، انطلقنا من المراحل الأولى في رحلة النبي محمد ﷺ في مكّة. وما تزال دروس الصبر والثبات العميقة تلهمنا حتى هذا اليوم. وعن طريق هذا الاستكشاف نتعمق أيضًا في معرفة نماذج من أمّهات المؤمنين، عن طريق رواياتهن للأحاديث الشريفة، إذ تُبرز تلك الروايات الدور الجوهري الذي أدّته النساء المسلمات في حفظ ونقل المعرفة الإسلامية. إن تدوين تلك القصص هو وسيلة فريدة ومؤثرة لفهم هذه المعاني والتفاعل معها”.