تعاون بين متاحف قطر ومؤسسة قطر للنهوض بالتعليم من خلال الثقافة والابتكار
استضافت متاحف قطر الحلقة النقاشية الرئيسية ضمن “الحلقات النقاشية العامة لقطر تُبدِع” بعنوان: الذكاء الاصطناعي في التعليم: بلورة مستقبل التعلم، تلتها مجريات مشروع مواءمة المناهج الدراسية الخاص بالجنة الأكاديمية، بالشراكة مع منصة “راسخ” التابعة لمؤسسة قطر، وهي منصة شاملة للموارد تساعد في ربط أي منهج دراسي بمقتنيات المتاحف المحلية. جمع الحدث، الذي أُقيم في متحف الفن الإسلامي في 5 ديسمبر 2024، أكثر من 70 مديرًا للمدارس الحكومية والخاصة، إضافة إلى كبار المسؤولين من وزارة التعليم.
وفي كلمة افتتاحية للدكتورة يلينا تركوليا، مستشار أول للشؤون الأكاديمية والثقافية في متاحف قطر، أكدت على أهمية ربط التراث الثقافي بالتعليم المعاصر. وسلطت الضوء على التزام المتاحف بدعم المعلمين من خلال توفير أدوات وموارد مبتكرة تدمج مقتنياتهم في المناهج المدرسية، ما يغرس تقديرًا عميقًا لإرث قطر الغني.
بدأ الحدث بحلقة رئيسية مُحفّزة للتفكير، “الذكاء الاصطناعي في التعليم: بلورة مستقبل التعلم”، بين اللورد جيم نايت، لورد ويماوث، ورئيس مجلس المدارس الدولية البريطانية، ومدير مؤسسة سوكلا للتعليم، وعضو مجلس اللوردات، وهو خبير عالمي ومشهود له في مجال التعليم والتكنولوجيا؛ والدكتور ستيفن سومر، المدير العام لمدارس مسك بالرياض، وهو رائد مدرسي وأكاديمي استثنائي. وقد بحثا معًا الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في التعليم. وتطرق النقاش إلى الاتجاهات المتطورة في إنشاء المعارف ونشرها وابتكاراتها، مع التركيز بشكل خاص على ما أحرزته منطقة دول مجلس التعاون الخليجي من تقدّم. وكانت التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ودوره في بلورة مستقبل التعلم من الموضوعات الرئيسية، حيث تلقّى الحاضرون وجهات نظر متطلّعة للمستقبل لتدعيم استراتيجياتهم التعليمية.
وخُصصت الجلسة التالية للمشروع التعاوني الجديد بين اللجنة الأكاديمية ومشروعها طويل الأمد لمواءمة المناهج الدراسية، و”راسخ” منصة التعلم التابعة لمؤسسة قطر، حيث قدمت فيها الشيخة نوف آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمبادرات الاستراتيجية والشراكات بالتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، خطط هذه الشراكة، التي من المقرر أن تُحدث طفرةً في إمكانية الاستفادة من مقتنيات المتاحف ودمجها في المناهج المدرسية. من خلال إتاحة خطط للدروس التي جرى التعاون في إعدادها بناءً على مقتنيات المتاحف المتاحة على نطاق واسع عبر الإنترنت، تُحقق متاحف قطر ومؤسسة قطر رسالتهما في دعم التعليم ما قبل الجامعي في قطر وخارجها. إذ تربط هذه الموارد البيئات العالمية بثقافة قطر المحلية ولغتها وقيمها، بما يتماشى مع المناهج الوطنية وأهداف وزارة التعليم. أما بالنسبة للمدارس غير الحكومية التي تعتمد مناهج دراسية مختلفة، تقدم المنصة مخزونًا غنيًا من مواد التعلم القابلة للتكيف، والتي تشمل التراث الثقافي القطري ومجالات أخرى ممثلة في مقتنيات متاحف قطر.
وقالت الشيخة نوف أحمد بن سيف آل ثاني، الرّئيس التّنفيذي للمبادرات الإستراتيجيّة والشّراكات بالتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: “يشكل التعاون بين منصة راسخ ومتاحف قطر مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى توطين المناهج الدراسية وربطها بالتراث الثقافي الغني لدولة قطر، مما يمنح الطلاب فرصة فريدة للتفاعل مع التاريخ والفن داخل الصفوف الدراسية”.
وبالإضافة إلى المناقشات التي تتسم ببعد النظر، تضمّن الحدث عرضًا لمقاطع فيديو صورها الطلاب، يقدّمون فيها معارض متاحف قطر الحالية كما يرونها من خلال أعينهم. وقد دعت اللجنة الأكاديمية الطلاب لمواصلة المشاركة من خلال زيارة المتاحف والمعارض وتسجيل فيديوهات عن انطباعاتهم. وتهدف هذه المبادرة الجديدة إلى تشجيع إبداعات الطلاب ومهاراتهم في سرد القصص وصناعة الأفلام وتزويدهم بفرصة لعرض إبداعاتهم على جمهور واسع. وسيتم اختيار أفضل تلك العروض، لتُبث خلال اجتماعات اللجنة الأكاديمية، وعبر مواقع المتاحف الإلكترونية ومنصاتها للتواصل الاجتماعي.
وتعليقًا على المبادرة، قالت الدكتورة يلينا تركوليا: “يمثل هذا التعاون مع منصة راسخ مرحلة فارقة في جهودنا الحثيثة لربط التراث الثقافي بالتعليم وإحضار مقتنيات متاحف قطر الغنية إلى الفصول الدراسية. فمن خلال تقديم موارد مستوحاة من معروضات متاحفنا للمعلمين والطلاب، نهدف إلى إثارة الإبداع والحث على التفكير النقدي وتنمية عادة زيارة المتاحف، إلى جانب غرس حب التعلم غير النظامي مدى الحياة”.
واختتم الحدث بدعوة مفتوحة للمدارس والجمهور للمشاركة في الاستفادة من هذه الموارد التعليمية المبتكرة، والتي ستكون متاحة قريبًا عبر منصة “راسخ”. ومن خلال دمج الثقافة والتعليم، تمثل الحلقات النقاشية لقطر تُبدِع خطوة أساسية في إعادة تشكيل مستقبل التعلم في قطر.