أعلنت متاحف قطر عن شراكة استراتيجية مع مبادرة جوائز الفنون لليافعين في قطر لتنظيم النسخة الثالثة من الجائزة تحت شعار “صون التراث الثقافي في عصر التقنيات الحديثة”، وذلك ضمن جهودها المستمرة لتعزيز مشاركة الشباب في المشهد الثقافي والإبداعي الوطني وتمكينهم من المساهمة في بناء مستقبل الثقافة في قطر والعالم.

تستقبل الجائزة طلبات المشاركة خلال الفترة من 7 أكتوبر إلى 15 نوفمبر 2025، حيث تُفتح الأبواب أمام المواهب الفنية الشابة من مختلف أنحاء العالم، ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، للمشاركة في منصة عالمية تُعنى برعاية الإبداع وصقل المواهب الشابة، تأكيدًا على الدور الريادي الذي تلعبه قطر في دعم الابتكار الثقافي وتنمية الطاقات الإبداعية.

وتُنظم فعاليات الجائزة في مركز اليافعين التابع لمتاحف قطر، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تمكين الشباب من الفئة العمرية بين 13 و19 عامًا من خلال توفير فرص تعليمية وإبداعية تسهم في تطوير مهاراتهم وبناء شخصياتهم الفنية والثقافية، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 الهادفة إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع.

وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال عبد الرحمن الإسحاق، مدير مركز اليافعين: تعكس شراكتنا مع جوائز الفنون لليافعين في قطر التزامنا القوي بتطوير قدرات الشباب الإبداعية، ومساعدتهم في اكتساب المهارات التي تؤهلهم للنجاح في المجالات الثقافية والفنية. ومن خلال هذه المنصة الملهمة للتعبير عن الذات، نسعى إلى تمكين الجيل القادم من رسم ملامح المشهد الثقافي المستقبلي، وترسيخ مكانة قطر كمركز عالمي رائد للفنون والثقافة. ندعو المواهب الشابة للانضمام إلينا في هذه الرحلة الإبداعية للمساهمة في بناء مستقبل الثقافة معًا”.

ومن جانبها، أكدت داريا كالينينا، مؤسسة الجائزة، أن ما يجعل هذه المبادرة مميزة هو تمكين اليافعين من إدراك قدراتهم الإبداعية بدلاً من مطالبتهم بأن يصبحوا فنانين، مضيفة: “نحن نعمل على تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم وبإبداعهم وتفرّدهم، ونوفر لهم الدعم والفرص للظهور والنمو، بما يسهم في تشكيل مستقبل المشهد الثقافي والفني في قطر وخارجها”.

وتُقام فعاليات جوائز الفنون لليافعين في قطر 2025 خلال الفترة من 2 إلى 8 ديسمبر 2025، حيث تتضمن سلسلة من الأنشطة التفاعلية والورش الفنية والجولات الثقافية التي تربط بين الفن والتراث والتقنية الحديثة. وتشمل الفعاليات جولات في أعمال الفن العام، وزيارات إلى المتاحف والمعالم الثقافية في قطر، وورش عمل تجمع بين الذكاء الاصطناعي والفن، ومبادرات للحرف التراثية وتجارب في مجال الأزياء المستدامة. كما يضم البرنامج مبادرة “ترشيح أعمال التصوير الفوتوغرافي”، بدعم من المجلس الثقافي البريطاني ومهرجان قطر للصورة – تصوير، ويُختتم بحفل توزيع الجوائز الذي يتضمن معرضًا رقميًا للفنون ومنحًا تشجيعية للفائزين.

ويُعد هذا التعاون نموذجًا للشراكات الثقافية المتكاملة بين المؤسسات المحلية والدولية، حيث تشارك في تنظيم الجائزة جهات بارزة تشمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال برنامجها ستوديو5، والمجلس الثقافي البريطاني الذي يحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة للشراكة الثقافية بين قطر والمملكة المتحدة، إلى جانب زوراني للاستشارات الفنية، ودار الباهي للمزادات، ومجموعة أبو عيسى القابضة التي ترعى الرحلات الدراسية للفائزين إلى فرنسا بالتعاون مع بلو صالون.

وتأتي هذه الشراكة في وقت تحتفي فيه متاحف قطر بمرور 20 عامًا على تأسيسها، ضمن فعاليات حملة “أمة التطور” التي تنظمها حركة “قطر تُبدِع” على مدى 18 شهرًا، تكريمًا للمسيرة الثقافية الغنية التي شهدتها الدولة على مدار الخمسين عامًا الماضية، وتسليطًا للضوء على التطلعات المستقبلية لبناء مشهد ثقافي وفني مستدام يجعل من قطر مركزًا عالميًا للإبداع والفكر والثقافة.