«قطر تقرأ» تنقل رواية القصص العربية لـ«بوينس آيرس» ضمن «عام قطر – الأرجنتين»
افتتح كل من سعادة السيدة غابرييلا ريكارديس، وزيرة الثقافة في بوينس آيرس؛ والسيد علي بن محمد البنعلي، مستشار دولة قطر لدى جمهورية الأرجنتين وتشيلي، معرض كليلة ودمنة رسميًا، وذلك في إطار مشاركة “قطر تقرأ” في فعاليات العام الثقافي قطر – الأرجنتين 2025.
شكّل المعرض، الذي نظمته مبادرة “قطر تقرأ” الوطنية والمنضوية تحت مظلة مكتبة قطر الوطنية، وكذا الجلسة الثقافية المصاحبة له، حدثين بارزين ضمن برامج التبادل الثقافي لهذا العام. وقد جمعت الفعالية أطفالاً وعائلات ومعلّمين وشخصيات رفيعة المستوى احتفاءً بقوة رواية القصص ودورها في ترسيخ الحوار بين الثقافات.
تهدف مبادرة ” قطر تقرأ” إلى غرس حب المطالعة لدى أفراد المجتمع في قطر، من خلال برامج وحملات في ربوع الوطن، حيث وسّعت نطاق انتشارها عبر عقدها شراكات مع مبادرة الأعوام الثقافية، وإسهامها في تبادلات أدبية؛ ففي الوقت الذي تصل فيه القصص العربية إلى جمهور عالمي، سيتعرّف القرّاء في قطر أيضًا على قصص أرجنتينية في وقت لاحق من هذا العام.
وقد أفضى التعاون هذا العام مع وزارة الثقافة في بيونس آيرس إلى نقل حكايات “كليلة ودمنة” العربية والكلاسيكية إلى مكتبات الأرجنتين مُترجمة إلى اللغة الإسبانية، مجسّدةً القوة الكامنة عبر الثقافات، إذ تعود جذورها إلى الهند القديمة، قبل أن تُترجم إلى العربية في القرن الثامن، وتتناقلها لاحقًا التقاليد الأدبية الإسلامية والأوروبية. وتتميز هذه الحكايات بالدروس والعبر الأخلاقية التي تقدّمها حيوانات ناطقة وحبكات ذكية.
ويضم المعرض، المتاح للجمهور في الفترة من 6 أغسطس حتى 31 أكتوبر، 12 لوحة جديدة تعتمد أسلوب الرسوم المصغرة، أبدعتها أنامل الفنانة القطرية وضحى العذبة بتكليف خاص. وتمزج هذه الأعمال الفنية، المصنوعة من مواد تقليدية مثل النيلة والزعفران وورق الذهب، بين جماليات الفن الإسلامي القديم والسرد البصري المعاصر. وقد ظهرت هذه اللوحات الاثنتا عشرة أيضًا في النسخة الإسبانية من حكايات كليلة ودمنة التي أصدرتها دار حمد بن خليفة للنشر. وكجزء من هذا التعاون المتواصل، ستوزع مبادرة ” قطر تقرأ” 1000 حزمة من الكتب على الأطفال في مختلف أنحاء الأرجنتين.
شمل حفل الافتتاح في مكتبة ريكاردو غويرالديس ورشة عمل تجمع بين فنون السرد القصصي والإبداع الفني، وشارك فيه 30 طالبًا بالمدارس الحكومية من مختلف أنحاء بيونس آيرس، حيث استمتعوا فيه بجلسات القراءة للنسخة الإسبانية من كتاب كليلة ودمنة، وشاركوا في أنشطة إبداعية عملية، كما حصلوا على حقائب للمطالعة مصممة خصيصًا لمواصلة رحلتهم الأدبية في منازلهم.
وفي هذا السياق، علّق سعادة السفير بتال بن معجب الدوسري سفير دولة قطر في الأرجنتين وتشيلي، قائلًا: “تُذكّرنا هذه المبادرة بأن الدبلوماسية يمكن التعبير عنها بلغاتٍ متعدّدة، إلا أنها تظل أكثر رسوخًا حين تُكتب من خلال القصص التي يتردد صداها عبر الأجيال. فمن خلال مشاركة الأدب القطري مع أطفال الأرجنتين، نغرس بدورنا بذور التعاطف والتفاهم المتبادل.” كما وفّرت “قطر تقرأ” نُسخًا من الكتاب في المكتبة الوطنية للأرجنتين، لإتاحة الفرصة أمام شريحة أوسع من الأطفال والعائلات في بوينس آيرس للاطلاع على هذه الحكايات الخالدة.
وعبرت سعادة الوزيرة ريكارديس هي الأخرى عن هذا الشعور، مشيرةً إلى القدرة التي يملكها الأدب في مدّ الجسور بين الثقافات، حيث قالت:” إن احتضان بوينس آيرس لمبادرة “قطر تقرأ” يؤكد إيماننا بأن القصص تنقل قيمًا عالمية للطيبة والشجاعة والحكمة. حيث تتجاوز هذه القيم الحدود، وتُسهم في تمكين أطفالنا من بناء لغة ثقافية مشتركة من خلال الكتب.”
موازاةً مع ذلك، علّقت فاطمة ماجد المالكي، مديرة مشروع «قطر تقرأ» قائلة: “لدينا إيمان راسخ في مبادرة «قطر تقرأ» بأن كل قصة نرويها تقربنا خطوة نحو مزيد من التفاهم. وتتيح جلسة اليوم في بيونس آيرس للأطفال فرصة رؤية أنفسهم في سرديات جديدة واكتشاف جماليات التبادل الثقافي. فالطفل الذي يقرأ متجوّلًا بين ثقافات مختلفة، يكبر ليصبح فردًا له حسّ التعاطف في القيادة، تغذيه بذور حب الاستكشاف وروابط التواصل المزروعة نواتها في هذه التبادلات.”
ستُوزّع النسخة المصوّرة من كليلة ودمنة على نطاق واسع في المدارس والمكتبات في مختلف أنحاء الأرجنتين، في مبادرة تُجسِّد التزامًا مشتركًا بين كل من قطر والأرجنتين بتعزيز التفاهم بين الثقافات من خلال الأدب والفنون. ويُبرز البرنامج، من خلال توظيفه رواية القصص كشكل من أشكال الدبلوماسية الثقافية، قدرة السّرديات على تجاوز الحدود وعلى الإسهام في صياغة مستقبل عالمي أكثر ترابطًا وتعاطفًا.