دشن مطافئ: مقر الفنانين معرضي “جيران البحر” و”مشهد أثيري”، بإبداع فنانين مقيمين حاليين وسابقين، بداية من 5 يونيو إلى 17 أغسطس 2024 في جاليري 3 وجاليري 4 بمطافئ.

ويدخل هذان المعرضان في إطار برنامج الإقامة الفنية بمطافئ وبرنامج الإقامة الفنية للرواد (2021-2023)، واللذان يرومان إلى صقل المواهب المحلية من خلال دعم الإنتاج، والإرشاد في مجال التقييم الفني، والتوجيه من خبراء في المجال.

ويستعرض “جيران البحر”، وهو معرض تعاوني بين كل من الفنانة القطرية وفيقة سلطان العيسى والفنان حسن الملا، أكثر من 30 لوحة بالوسائط المختلطة، تغوص في تواصل عميق بين العوالم الداخلية للفنانين وبيئاتهما، ومجتمعاتهما، وتراثهما. وسيُظهر هذا المعرض معالم الالتقاء بين تعابيرهما الإبداعية، بالرغم من تباين الأساليب الفنية للوحاتهما المنبثقة من النسيج الثقافي الغني، والمشهد البيئي المتفرّد لدولة قطر، والتي تتّخذ من البيئة المحلية والتراث الثقافي مصدر إلهام مشترك، يعكس تأثير الصحراء والبحر على الحياة في قطر.

شاركت وفيقة سلطان العيسى في برنامج الإقامة الفنية للرواد (2021 – 2023)، وهي فنانة تشكيلية قطرية، وعضو مؤسس في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ورائدة من رواد الفن في قطر. وحسن الملا هو الآخر فنان تشكيلي قطري رائد، يشهد فنه تأثيرًا واسعًا، وبصمته حاضرة في المشهد الفني في دولة قطر. تم انتخابه كرئيس للجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وشاركت أعماله في معارض فردية بكل من قطر والهند والمملكة العربية السعودية، وكانت إسهاماته تحظى بتقدير كبير.

كثيرة هي القطع التي استُحدثت في فترة إقامتهما ببرنامج الإقامة الفنية للرواد (2021- 2023)، الذي تمّ إطلاقه عام 2021، بغرض دعم الفنانين المتمرّسين ممّن يقيمون في قطر، وهو مواصلة لبرنامج سابق قدم الدعم للفنان القطري فرج دهام من عام 2017 إلى عام 2020. وتعدّ هذه المبادرة بمثابة حلقة وصل لمطافئ مع الفنانين المحليين على اختلاف مستوياتهم ومسيراتهم الفنية، لمدّ جسر التبادل بين الفنانين المحترفين والفنانين المحليين المشاركين في برامج الإقامة الفنية، من خلال جلسات توجيهية وأخرى نقدية، دون إغفال التواصل المستمر مع المجتمع في أوسع نطاقه، وذلك بتوفير برامج للجمهور مثل المحاضرات وورشات العمل الفنية.

أما المعرض الثاني “مشهد أثيري”، فهو عبارة عن عمل تركيبي بمعان عميقة، أبدعه كل من د. الخزامى الحرمي وغيوم روسيري، وهما مشاركان في برنامج الإقامة الفنية سابقًا. وهذا العمل يدمج بين فن الصورة والصوت، ويتعمق في التفاعل بين الطبيعة والمجتمع العصري. وكلما خطا الزوار في اتجاه فضاء المعرض، غمرتهم تجربة حسية تجمع بين عروض الفيديو الجذابة للمناظر الطبيعية الصحراوية وفن الخط، مع صوتيات غامرة مستمدة من تسجيلات في الصحراء، وغيرها من الأصوات المثيرة. يوفر المعرض أيضًا فضاءً للتأمل وفرصة للهروب من ضغوطات الحياة اليومية.  برنامج الإقامة الفنية بمطافئ هو مبادرة عالمية المستوى خُصّصت لرعاية المواهب الفنية في قطر وتطويرها، وتزويد الفنانين الشباب الطموحين بمنصة لتحسين مهاراتهم الإبداعية، من خلال جلسات التوجيه المتخصصة، ودعم إنتاجهم الفني، وتزويدهم بمشورة القيمين الفنيين. 

تشارك الدكتورة د. الخزامى الحرمي حاليًا في برنامج الإقامة الفنية بمطافئ (2023 – 2024)، وهي فنانة ذكاء اصطناعي حاصلة على دكتوراه في هندسة الكمبيوتر. تهدف أعمالها إلى طمس الحدود بين الذكاء الاصطناعي والتعابير الفنية. في حين أن غيوم روسيري، الذي شارك في كل من برنامج الإقامة الفنية للفنانين (2018-2019) وبرنامج الإقامة الفنية للخريجين (2021) بمطافئ، هو فنان صوتيات فرنسي مقيم في قطر، يستخدم الصوت كوسيلة لاستكشاف ملامح الابتكار في التقاطع بين الطبيعة والثقافة والتاريخ. 

وفي تعليق له بهذه المناسبة، صرّح خليفة أحمد العبيدلي، مدير مطافئ: مقر الفنانين، قائلًا: “مسرورون بتقديم معرضي “جيران البحر” و”مشهد أثيري”، اللذان يجسدان التراث الثقافي الغني والجمال الطبيعي لدولة قطر، إلى جانب التأثيرات التي نجمت عن المجتمع بطابعه العصري. ويعكس هذان المعرضان حرصنا على احتضان المواهب المحلية وتوفير منصة تجمع الفنانين ليستكشفوا رؤاهم الإبداعية ويعبّروا عنها، من خلال برامج الإقامة الفنية التي يقدّمها مطافئ، والتي تشمل برنامج الإقامة الفنية للفنانين وبرنامج الإقامة الفنية للرواد. ندعو الجميع لينخرطوا في تجارب آسرة، ويستكشفوا عمق الروابط التي تجمع بين الفن والطبيعة والمجتمع.”

ومن جانبها، قالت سعيدة الخليفي، القيّم الفني للمعرض: “يُعتبر معرضا “جيران البحر” و”مشهد أثيري” بارزان في عرضهما لقدرات الفنانين في التوليف بين سردياتهم الشخصية والسياقات الثقافية والبيئية لدولة قطر، حيث تجذب كل قطعة متأمّليها لينغمسوا عميقًا في فنّها، ما يرفع مستوى تقديرهم لتفاصيل العلاقات المتشابكة بين تراثنا، وبيئاتنا المحيطة، وحياتنا العصرية. ولعلّها ميزة عظيمة لنا أن نعمل سويًا مع فنانين موهوبين كهؤلاء، وننقل هذه التجارب الغامرة للجمهور”.

زيارة المعرضين متاحة مجانًا للجمهور من المقيمين البالغين في قطر وفي دول مجلس التعاون الخليجي.