6 فعاليات رئيسية تحتفي بالعام الثقافي «قطر- المغرب 2024»
كشفت متاحف قطر عن تفاصيل خطة متاحف ومؤسسات عديدة في الدوحة لتسليط الضوء على كنوز مجموعاتها التي تحتفي بالثقافة والمهارة الفنية المغربيتين، وذلك ضمن فعاليات العام الثقافي قطر- المغرب 2024.
ويعد معرض الحُلي الأمازيغية من القصر الملكي المغربي الذي يقام في متحف الفن الإسلامي بالفترة من 20 فبراير إلى 20 مايو 2024 أول فعاليات العام الثقافي قطر- المغرب 2024، ويضم أكثر من 200 قطعة ذات أهمية تاريخية وثقافية من مجموعة المتحف الوطني للحلي، الواقع بقصبة الوداية في الرباط بالمغرب، وتمثل هذه القطع مناطق مختلفة من المملكة.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها المجموعة خارج المغرب، فقد أشرف على تنظيم هذا المعرض كل من المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمملكة المغربية ومتحف الفن الإسلامي، بتنسيق من عادل الفقير، المندوب العام للعام الثقافي قطر- المغرب 2024.
وفي الفترة من 11 مارس إلى 30 يوليو 2024، تقدم المؤسّسة العامة للحي الثقافي، جائزة كتارا للمخطوطات والأماكن الأثريّة، في المِنطقة العربيّة، وتم اختيار المملكة المغربية لتكون ضيف الشرف في النسخة الأولى للجائزة،
وتشتمل الجائزة الجديدة على فئتين: الأولى، خاصة بإجراء تحقيق لمخطوطة أصلية لم يسبق نشرها، والفئة الثانية لأفضل دراسة بحثية حول أماكن أو معالم أثرية في المنطقة العربية، وذلك بشروط محددة، وتقبل الأعمال المشاركة في النسخة الأولى للجائزة، اعتبارًا من 11 مارس الجاري، ولمدة ثلاثة أشهر، بينما المشاركات متاحةً ومفتوحةً لجميع الجنسيات ولا تقتصر على المشاركين من الدولة المختارة، لتتنافس على إجمالي جوائز يقدر بـ 90 ألف دولار.
وتشهد قبة فندق ذا ند، عرض العمل الفني التركيبي الدائم «الصحراء» للمصمم والفنان التشكيلي أمين الكطيبي وهو مصمم وفنان تشكيلي مغربي غالبًا ما يستخدم مواد طبيعية، مثل الصوف والتربة. فالفنان يولي اهتمامًا خاصًا باستكشاف التوترات الموجودة بين المواقف والأشكال والمواد المتعارضة. ويبدو ذلك جليًّا في عمله الفني «الصحراء»، الذي كُلف بتنفيذه بفندق ذا ند في الدوحة في إطار بينالي دوحة التصميم.
تتناول القطعة هذه التوترات، إذ وُضع الصوف والنحاس الواحد بجانب الآخر لاستكشاف مدى تفاعلهما مع بعضهما البعض، ومع البيئة المحيطة وظروف الإضاءة. حيث يتساقط كل خيط من الصوف في «الصحراء» من أسلاك النحاس المجدولة التي تشهد حالة تغير دائم في لونها وحركتها، مستجيبة في ذلك للظروف البيئية.
كما يضم متحف الفن الإسلامي العديد من القطع التي تحتفي بالثقافة المغربية، منها مصحف، وأسطرلاب، وطقم قلادة وأقراط عروس، ومجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، وقوس خشبي، وتقدم مُجتمعة لمحة عن ثقافة المغرب، وتاريخه، وتقاليده وأشكال التعبير الفني فيه.
وتشمل مجموعة متحف الفن الإسلامي الدائمة: أسطرلاب خاص، من إبداع أبو بكر بن يوسف، صانع الآلات الرائد في العصور الوسطى في شمال أفريقيا، يتميز بنقوش لحشرة فرس النبي، علامته التجارية المميزة. وجزء عم يعود أصله إلى مغرب القرن السابع عشر، خطَّه أحمد بن علي بن أبي إبراهيم بالخط المغربي باستخدام الأرقام العربية الغربية، وهي سمة مميزة للمخطوطات الشمال أفريقية والأندلسية. وجزء من كتاب الجامع الصحيح، يضم 7397 حديثًا من بين الـ 600.000 حديث التي جمعها العالم محمد بن إسماعيل البخاري في القرن التاسع.
ويُصور طقم العروس الذهبي (صالة العرض 1، الطابق الثاني) الطراز المغربي في صياغة الذهب وبراعة الحرفة، ما يعكس التقاليد الأمازيغية مع لمسات تنبع من تأثر بالثقافة العثمانية والإسبانية. تبرز القطع المعروضة في متحف الفن الإسلامي عن المجوهرات الفضية النموذجية لمغرب القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، إذ إنها تستعرض ثراء الطبقة الأرستقراطية الحضرية وأذواقها. كانت المصوغات المخرمة وأعمال الطلاء اللمَّاع نادرة أيضًا آنذاك، إذ كانت معظم الحلي تُقيَّم وقتها وفقًا لوزنها بدلًا من درجة إتقان صنعتها.
وعلى صعيد آخر، يعرض 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي في قاعة الرياضيين قصة عداءين مغربيين هما “ملك الميل” هشام الكروج، والرائدة نوال المتوكل، خير مثالين عن جمال ثقافة الرياضة في المغرب.
فاز الكروج بالميدالية الذهبية وسجَّل أرقامًا قياسية في سباقي 1500م و5000م في أولمبياد 2004. بعد اعتزاله، شارك الكروج في اللجنة الأولمبية الدولية وعمل على مكافحة المنشطات في ألعاب القوى. أما المتوكل، فقد فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400م حواجز في أولمبياد 1984. وكونها أول مغربية تفوز بالميدالية الذهبية، فقد ألهمت مواطناتها والنساء أجمع داخل الوطن العربي وخارجه. وفي عام 2012 أصبحت أول امرأة من دولة عربية مسلمة تُنتخب لمنصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية.
يحتضن متحف: المتحف العربي للفن الحديث مجموعة واسعة لأعمال أبدعها فنانون مغاربة حديثون ومعاصرون، ويُعرض العديد منها في المعرضين الدائمين 8 و11 اللَّذين أعيد ترتيبهما حديثًا.
تسلط صالة العرض 8 “المرأة في المجتمع” الضوء على الأعمال المميزة التي تتحدى الأعراف الاجتماعية والثقافية والأساليب التي تمثل هوية المرأة. وتعد صور الحياة اليومية والأسرة من العناصر الأساسية لفهم ثقافة المنطقة، وتحديدًا في أعمال الفنانة الشعيبية طلال (1924-2004)، فنانة مغربية عصامية تناولت قضية المرأة داخل المجتمع عبر تجاربها الخاصة، وصورت حياتها اليومية في لوحات بألوان بارزة ورسوم بالحبر. عملها “نسّاجات اشتوكة” (1987) معروض في صالة العرض 8.
تقدم صالة العرض 11 هوية مستقلة للتعبير التجريدي المستوحى من الممارسات الثقافية، فالسمة الأساسية للممارسات الفنية المعروضة هي انسجامها الإيقاعي، مما يخلق لقاء بصريًا للألوان والمواد المستمدة من تراثها الثقافي. تضم صالة العرض هذه عدة أعمال لمحمد المليحي (1936-2020)، بما فيها “مرفوض” (1962) و”القمر الأزرق” (1982). كان المليحي شخصية رائدة في الحداثة المغربية، عُرف بتطوره في التجريد الهندسي، وقد طور زخرفة الأمواج التي اشتهر بها خلال ستينيات القرن الماضي، متأثرًا في ذلك بالطبيعة التواصلية لموسيقى مدينة أصيلة وشواطئها، مسقط رأسه في المغرب.
توجد العديد من أعمال الفنانين المغاربة أيضًا ضمن معرض “دروس مُختزلة: التجريد في الحداثة العربية” الذي يُنظم في متحف حتى 4 مايو 2024، والذي يتناول التجارب التجريدية التي تُميز الحداثة العربية عن نظيراتها في جميع أنحاء العالم، لا سيما في الخط والزخارف.