«عالم اليخوت 8» يناقش دور سياحة اليخوت في إعادة تشكيل الهويات الوطنية
في إطار فعاليّة غير مسبوقة تُقام للمرّة الأولى في دولة قطر، استقبل مؤتمر عالم اليخوت بنسخته الثامنة أبرز روّاد القطاع البحري القادمين من دولة قطر والمنطقة والعالم في فندق سانت ريجيس الدوحة. حيث يأتي تنظيم المعرض على هامش معرض قطر للقوارب ويمهّد للنسخة الافتتاحية لمعرض قطر للقوارب عبر تقديم سلسلة من الرؤى والأفكار ضمن جلسات نقاشية تناولت أحدث مستجدات وتطوّرات القطاع البحري.
تضمّن المؤتمر حلقات نقاشية تمّ خلالها التداول في مختلف المواضيع ومنها دور سياحة اليخوت في إعادة تشكيل الهويات الوطنيّة والترابط الوثيق والديناميكي الكامن بين التقاليد والممارسات المبتكرة في الدول، بالإضافة إلى مختلف النقاشات حول الفرص المنتظرة والتحديات المحتملة في القطاع البحري.
ونجح هذا الحدث المميّز في إتمام مهمّته المتمثّلة في تعزيز تطوّر مجال اليخوت على الصعيد العالمي ونشر الوعي والاهتمام بمختلف جوانب القطاع البحري. وإلى جانب تسليط الضوء بصورة لافتة على أحدث الممارسات التجاريّة، والأسواق الناشئة، والوجهات البحريّة الجديدة، استعرض هذا المؤتمر المرموق أروع التطوّرات والابتكارات التكنولوجيّة في القطاع البحري، مبرزًا أهم الممارسات القائمة على مبادئ الاستدامة والحلول الصديقة للبيئة والتي من شأنها أن تشكّل مستقبل القطاع.
وشارك الحاضرون في حلقات نقاشية قيّمة تناولت مستجدات اتجاهات السوق، في حين شارك الخبراء آرائهم حول هذه الاتجاهات وتصوّراتهم بشأن فرص النمو المتاحة. وقد عزّز هذا الإطار التعاوني فرص التواصل وإنشاء العلاقات وإلهام الشراكات جديدة لتحفيز سبل النمو والابتكار ضمن مشاريع بحريّة في كافة أنحاء العالم.
وتتوافق رؤية المؤتمر المتمثّلة في النهوض بالقطاع البحري تمامًا مع رؤية ميناء الدوحة القديم الذي تحوّل بدوره إلى وجهة سياحيّة نابضة بالحياة أصبحت من خلالها دولة قطر ملاذًا رئيسيًا يحتفي بالإرث البحري القطري العريق وبالأنشطة البحريّة التقليديّة للبلاد، ويحتضن الابتكار المستمرّ وتحقيق التأثير الهادف والفعّال.
فرصة مهمة
وألقى محمد عبدالله الملا، الرئيس التنفيذي لميناء الدوحة القديم – رئيس اللجنة المنظمة لمعرض قطر للقوارب 2024، كلمته الافتتاحيّة للمؤتمر، وفي إطار كلمته، صرّح الملا قائلاً: “مؤتمر عالم اليخوت يشكّل فرصة مهمة في دولة قطر أتاحت لنا فرصة تبادل الآراء والخبرات وإلهام بعضنا البعض في مجال القطاع البحري. ونسعد في ميناء الدوحة القديم بدعم هذا اللقاء الفريد من نوعه والذي تجتمع فيه خبرات من حول العالم لتوثيق ودعم العلاقة الوطيدة بين التقاليد والممارسات المبتكرة في القطاع البحري. معًا، كما نسعى إلى تعزيز الشراكات التي ستساهم بدورها في النهوض بمستقبل اليخوت والسياحة البحريّة ضمن المنطقة وخارجها.”
ومن جهته قال إبراهيم فرحات، المدير العام لعالم اليخوت: “نحن متحمسون جدًا لتعاوننا مع ميناء الدوحة القديم في استضافة النسخة الثامنة من مؤتمر عالم اليخوت للمرّة الأولى في دولة قطر، وهو الحدث الذي يجمع روّاد القطاع البحري من مختلف أنحاء العالم تحت سقفٍ واحد. وأضاف قائلاً: “إنّ هذا المؤتمر يمثل لحظة فارقة في مجال اليخوت، بحيث يفتح أبوابًا جديدة ويتيح فرصًا واعدة للنمو والابتكار في المنطقة. ونتطلّع إلى المضيّ قُدُمًا في نشر وتعزيز التراث البحري الفريد لدولة قطر والمساهمة من أجل تحقيق مستقبل مزدهر للقطاع البحري.”
بداية موفقة
وأكّد محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس إدارة شركة جلف كرافت، قائلاً: “أعتقِدُ أنّ هذا المؤتمر غطى الكثير من النواحي المتعدّدة لصناعة اليخوت في المنطقة وفي قطر، وأتمنى النجاح للمعرض في هذا العام وأنا على ثقة بأنّ التجهيز لهذا الحدث في هذه السنة حَسَن التنظيم، ومكان المعرض في الميناء القديم مكانٌ جميل. أعتقد أنّ هذا المؤتمر سيشكّل بدايةً موفقة إن شاء الله للمعرض. وأنا أدعو جميع المهتمين لحضور معرض قطر للقوارب والاطّلاع على المعروضات الموجودة”.
وقال باريس بالوميز، مدير تسويق مجموعة أوسيكانو: “نحن فخورون بمشاركتنا في هذه النسخة من مؤتمر عالم اليخوت المنعقدة قبل انطلاق معرض قطر للقوارب بنسخته الأولى التي تَعِدُ بالنجاح المبهر نظرًا للخبرة الكامنة وراء التجهيزات والتحضيرات. ونحن على ثقة بمدى تميّز إمكانيات المنطقة وبقدرة دولة قطر أن تصبح الوجهة الرائدة المقبلة لليخوت، ولهذا السبب، نحن متواجدون هنا منذ البداية لتقديم دعمنا”.
نجاح باهر
وصرّح هِشام أبو شَكرة، الوكيل في الشرق الأوسط لشركة هيسن: “كان من الضروري لنا أن نشارك في المؤتمر المنعقد قبل النسخة الافتتاحيّة لمعرض قطر للقوارب. لقد ناقشنا دور اليخوت والقوارب في دولة قطر إزاء إرثها البحري العريق والواعد. كما سنحت لي فرصة الاطّلاع على تجهيزات معرض قطر للقوارب 2024. وأنا أعتقد أنّ هذه بداية مذهلة، وأنّ معرض قطر للقوارب سيشكّل نجاحًا باهرًا بدون أدنى شك”.
يُعيد ميناء الدوحة القديم إحياء العلاقة التاريخيّة الكامنة بين المدينة وعالم البحار، ويحتفي بالقطاع البحري في دولة قطر بالحلة التي هو عليها اليوم. ومن خلال استضافة النسخة الافتتاحيّة لمعرض قطر للقوارب من 6 لغاية 9 نوفمبر، يسلّط ميناء الدوحة القديم الضوء على التراث الساحليّة العريق لدولة قطر ويساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي للبلاد عن طريق السياحة.
وباستقطاب أكثر من 20.000 زائر وما يفوق 450 علامة تجاريّة بحريّة، يُبرز هذا المعرض مدى قدرة دولة قطر على استضافة فعاليّات ضخمة بنطاق واسع وطابع دولي، ممّا يرسّخ مكانتها كوجهة سياحيّة بحريّة رائدة.
ويضمّ هذا الحدث المرتقب مجموعة واسعة من المناطق المصمّمة خصّيصًا لتلبية مختلف جوانب الحياة البحرية. كما يمكن للزوّار اكتشاف السفن والقوارب الفاخرة، ومشاهدة سلسلة من العروض التفاعليّة، بالإضافة إلى الاستمتاع بمجموعة من العروض الثقافيّة الممتعة.