متحف مجلس الإعلام في «نورثويسترن قطر» يدشن معرضه الثامن للوسائط
افتتح متحف مجلس الإعلام في جامعة نورثويسترن في قطر معرضه الثامن للوسائط المتعددة، بعنوان “حدود لغتي حدود عالمي” والذي يستكشف اللغة العربية وتأثيراتها بين الماضي والحاضر والمستقبل المتغيّر.
ويستمر المعرض الذي أشرفت على تنظيمه المنتجة الثقافية وخريجة جامعة نورثويسترن في قطر، أمال زياد علي، حتى 5 ديسمبر 2024، حيث يستقبل المعرض الزوّار طوال الفترة من 27 أغسطس وحتى 5 ديسمبر 2024، من الأحد إلى الخميس من الساعة 10:00 صباحاً حتى 8:00 مساءً.
وتماشياً مع مهمة المتحف، يجمع المعرض الجديد بين الفن والتكنولوجيا لاستكشاف ودراسة أهمية اللغة العربية وتأثيرها التاريخي ومستقبلها.
قال مروان كريدي، العميد والرئيس التنفيذي لجامعة نورثويسترن في قطر، إن افتتاح معرض جديد يركّز على أهمية اللغة العربية يعد بمثابة شهادة قوية على التزامنا بالتميّز والتعاون والبحث الفكري. ومن خلال التعمق في تعقيدات وتأثيرات اللغة العربية المتطورة، لا يحتفي هذا المعرض فقط بغنى تراثنا الثقافي، بل يبدأ حواراً هادفاً حول مستقبله. يتماشى هذا المعرض مع مهمتنا الأكاديمية، ويوفّر منصة للنقاشات النقدية التي تتردد صداها بعمق داخل مجتمعنا وخارجه.
4مواضيع
يدور المعرض حول أربعة مواضيع رئيسية تقدّم تجربة غامرة وتأملاً عميقاً. يقدّم الموضوع الأول (هل هناك دائماً جانباً آخر؟) اللغة العربية وتعقيداتها، في تحدّي الصور النمطية السلبية المرتبطة بها من خلال تسليط الضوء على جمالها وتنوعها وغناها الثقافي. مما يسمح ذلك بإعادة تشكيل اللغة ويظهر أن هناك دائماً جانباً آخر.
أما الموضوع الثاني (لغة قوية ومؤثرة؟) يتطرّق إلى استكشاف تأثير اللغة العربية كلغة قوية شكّلت السياسة والدين والعلم والثقافة على مستوى العالم، موضحًا تأثيرها من خلال الاقتراض اللغوي والتبادل الثقافي، مبيناً أن هذه العملية ليست دائماً سلسة.
ويتناول الموضوع الثالث (هل يعد تمثيل وسائل الإعلام مهماً؟) تصوير اللغة العربية في وسائل الإعلام، متسائلاً عن كيفية تمثيل اللغة وأهميتها في عالم تتسارع فيه العولمة والتكنولوجيا. يشير إلى الحاجة لتقييم توافر وجودة وكمية المحتوى الإعلامي باللغة العربية.
ويركّز الموضوع الأخير (هل العربية هي لغة المستقبل؟) على مستقبل اللغة العربية، متسائلاً عما إذا كانت الجهود الحالية للحفاظ على اللغة وحمايتها فعّالة، وكيف يمكن تطويرها أو إعادة التفكير فيها.
بيان قوي
قال ألفريدو كراميروتي، مدير متحف مجلس الإعلام: “حدود لغتي حدود عالمي هو أكثر من مجرد معرض، بل هو بيان قوي يوضّح الأهمية الحاسمة للغة العربية في السرد العالمي. إذ يتحدانا هذا المعرض ما يحدد بتقليص ثراء اللغة العربية ويحتفي بتأثيرها المستمر على الثقافة والسياسة والفكر”.
وأضاف: “نحن نلتزم بتجاوز حدود الخطاب التقليدي، ويعكس هذا المعرض التزامنا العميق بتعزيز فهم أعمق لدور وسائل الإعلام في تشكيل مستقبل واحدة من أبرز لغات العالم.”
وقالت القيّمة الفنية أمال زياد علي، “تجسد اللغة العربية تراثنا الثقافي الغني، لكنها تواجه تحديات غير مسبوقة في ظل العصر الرقمي والعالمي الراهن. من خلال هذا المعرض، أسعى إلى فتح النقاش حول هذه التحديات، وإلهام تقدير جديد لجمال اللغة وتنوّعها وقوتها. وآمل أن يخرج زوّار المعرض بفهم أعمق لدور اللغة الأساسي في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وأن يشعروا بالقدرة على المساهمة في الحفاظ عليها وتطويرها”.
يضم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية المكلّف بها، والمحتوى التفاعلي الذي يستكشف ثراء وتطوّر اللغة العربية والثقافة.
قطع مغناطيسية
ويضم المعرض “Takween Mural” وهي عبارة عن مجموعة من القطع المغناطيسية تم تطويرها بالتعاون مع أكوان والفنانة لجين أبوالفرج.. تتيح هذه اللعبة الأشخاص من جميع الأعمار من تكوين الحروف والكلمات العربية من خلال اللعب، مما يعزّز ارتباطهم باللغة.
بالإضافة إلى الأعمال الفنية، يضم المعرض حواراً للشاعرة المصرية الأسترالية سلوى صادق، والشاعرة الفلسطينية دانا دجاني اللتين تستكشفان موضوعات الهوية. كما يتضمن المعرض حوارات مع أصوات بارزة من صانعي المحتوى مثل سلام قطناني وقاسم الحتو من الأردن، حيث يتناولون أسباب إنشاء محتوى باللغة العربية وجذبهم للجماهير.
محتوى رقمي
ويقدّم المعرض أيضاً مجموعة مختارة من المحتوى الرقمي يتضمّن مقاطع الفيديو الموسيقية والمسرحيات الكوميدية التي يؤديها الأميركيين ماز جبراني ومو عامر والرسوم المتحركة من مؤسسة قطر والأفلام الوثائقية والمحاضرات من TED TEDx. وتم تقديم هذه المواد بالتعاون مع شركائنا في قناة الجزيرة، وبي بي سي العربية، والتلفزيون العربي، مما أضاف بعد متعدد الوسائط لاستكشاف اللغة والثقافة العربية.
بالإضافة لمناظرة مصوّرة بعنوان أين تقف؟، يديرها المقدم وفنان الكوميديا الارتجالية حمد العماري (قطر) وتضم نقاشات حول دور اللغة العربية في المجتمع الحديث، مع مشاركين من خلفيات وثقافات متنوعة.
يرافق المعرض إصدار نشرة خاصة بعنوان الأصوات والمحادثات: جمال الأمثال والأقوال العربية وتشعبها وتنوعها، ستتضمن مقدمة بقلم العميد مروان كريدي وخاتمة بقلم القيّمة الفنية أمال زياد علي. هذه المنشورة هي مجموعة محرّرة من قِبل أمال زياد علي وجاك توماس تايلور، الذي يشغل منصب القيّم أمين الفن والإعلام والتكنولوجيا في متحف مجلس الإعلام.
برنامج ثقافي
سينظم المتحف برنامج ثقافي بالتعاون مع عفكرة (afikra)، وهي منظمة عالمية مكرسة لعرض تنوع وثراء الثقافات العربية وتاريخها، مع التركيز على استخدام اللغة العربية في السرد القصصي في جوانب مثل الذكاء الاصطناعي والفنون البصرية والسينما والنشر ووسائل التواصل الاجتماعي.
وسيقام البرنامج في 26 أكتوبر 2024، وسيضم الجلسات الحوارية والأنشطة والعروض الأدائية لأصوات محلية وإقليمية. في إطار الاستعدادات للبرنامج، ستدير عفكرة سلسلة بودكاست على منصتها وبالشراكة مع متحف مجلس الإعلام.
باعتباره أول متحف في العالم العربي مخصص للإعلام والاتصال، يحتفي متحف مجلس الإعلام بالابتكار، ويعزّز الحوار المفتوح ويشجّع البحث الفكري للجيل القادم. يوفّر المتحف للزوّار تجارب تفاعلية تكسر الحدود التقليدية.