
كشف إيان رايدن، المدير العام لفندق سويس أوتيل كورنيش بارك تاورز الدوحة، أن القطاع الفندقي في قطر يدخل مرحلة جديدة من النضج بعد الزخم الذي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة «ليست في زيادة عدد الفنادق، بل في تعميق التجربة وتعزيز القيمة الحقيقية للضيافة».
وقال رايدن في مقابلة صحفية مع «هيّا نيوز»، إن الفندق يجسد فلسفة «الفخامة الهادئة»، التي تقوم على الدقة والهدوء والتفاصيل الراقية، مشيرًا إلى أن التميز في سوق الضيافة لم يعد يقاس بالحجم، بل بما تتركه التجربة من أثر في وجدان الضيف.
وأضاف أن قطر، بعد نجاح استضافتها لكأس العالم، رسخت مكانتها كوجهة عالمية بروح محلية، تجمع بين الدقة التنظيمية السويسرية والكرم القطري الأصيل، لتقدم نموذجًا جديدًا في مشهد الضيافة الإقليمي.. وفيما يلي نص الحوار:
-
بدايةً، كيف تصف رحلتك المهنية وما الذي قادك إلى فندق سويس أوتيل كورنيش بارك تاورز الدوحة؟
رحلتي في عالم الضيافة بدأت بدافع شغف حقيقي لبناء فنادق تنبض بالحياة وتعبر عن إنسانيتها. على مدى 25 عامًا، تنقلت بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، وكانت محطتي في الدوحة مختلفة تمامًا. انضممت إلى سويس أوتيل كورنيش بارك تاورز لأنني شعرت أنني أمام مشروع يجسد فلسفة الفخامة الهادئة وهي فخامة تنبع من الفكر والرؤية، لا من المظاهر، داخل مدينة تُعيد رسم ملامح الضيافة الحديثة بثقة وطموح.
-
كيف تقيّم واقع مشهد الضيافة في قطر اليوم؟
ما يميز قطر هو قدرتها على الجمع بين الطموح العالمي والأصالة المحلية. إنها دولة تبني مستقبلها بخطى مدروسة دون أن تفقد هويتها. الضيافة هنا ليست مجرد منشآت فندقية، بل هي ثقافة تُحس منذ لحظة الوصول. الضيوف يبحثون عن الارتباط والمعنى، ونحن نعمل على أن تكون تجربتهم معنا انعكاسًا لهذه الروح، دافئة، راقية، وهادئة في الوقت نفسه.
-
في ظل التوسع الكبير في القطاع، كيف يمكن الحفاظ على التميز في سوق شديد التنافسية؟
المرحلة المقبلة في قطر لا تتعلق بالكمّ، بل بالكيف وجودة الخدمة. الفنادق التي ستتألق مستقبلًا هي التي تعرف هويتها وتروي قصة واضحة. في سويس أوتيل الدوحة، قصتنا هي “التوازن” بين الخدمة الهادفة، والاستدامة، والاهتمام بالقيمة الحقيقية للتجربة. هدفنا ليس أن نكون الأكثر عدداً، بل أن نكون الأكثر صدقًا وتأثيرًا فيما نقدمه للضيف.
-
كيف انعكست استضافة قطر لكأس العالم على القطاع السياحي والفندقي من وجهة نظرك؟
بطولة كأس العالم منحت قطر زخمًا عالميًا هائلًا، لكن ما يميز المرحلة اللاحقة هو أن البلاد أصبحت وجهة نابضة بإيقاعها الخاص. اليوم لدينا فعاليات عالمية مثل الفورمولا 1، وقمة الويب، وكأس العرب، لكن سر النجاح الحقيقي يكمن فيما يحدث بين هذه الفعاليات في الحياة اليومية التي يعيشها الزائر من مطاعم وثقافة واستجمام. نحن نعمل على أن تكون إقامة الضيف تجربة متكاملة، لا مجرد حضور لحدث موسمي.
-
ما الذي يميز تجربة الإقامة في سويس أوتيل كورنيش بارك تاورز الدوحة عن غيرها؟
نحن لا نبيع إقامة، بل نخلق شعورًا. الفندق هو الواجهة العالمية لعلامة سويس أوتيل، ويجسد مفهوم «الفخامة الهادئة» فخامة تنبع من الفكر والنية. كل تفصيل داخل الفندق مصمم ليمنح الضيف توازنًا وراحة، من الإضاءة إلى اختيار الألوان وروح الخدمة.
مطاعمنا أيضًا تحكي قصصًا مختلفة، فمطعم أزال يحتفي بالمطبخ الفارسي الحديث في تجربة ثقافية متكاملة، ومطعم إمبرز يقدم تجربة شواء راقية حيث تتلاقى الحرفية بالنكهة، أما مقهى شيزيل فيقدم المعجنات والحلويات الفرنسية بأسلوب عصري أنيق.
-
ماذا عن التزامكم بالاستدامة؟
نحن ملتزمون بمبادئ مجموعة أكور في التحول نحو ضيافة أكثر استدامة. نسعى إلى خفض الانبعاثات وتقليل هدر الطعام وتشجيع الخيارات المسؤولة. هذه ليست مجرد مبادرات بيئية، بل تعبير عن إحساسنا بالمسؤولية تجاه المكان والناس. الاستدامة بالنسبة لنا ليست خيارًا تجميليًا، بل هي جوهر فلسفتنا في العمل.
-
كيف ينسجم عمل الفندق مع رؤية قطر السياحية 2030؟
نحن نتشارك مع الشركاء في قطر للسياحة والجهات المعنية في الهدف ذاته: ترسيخ مكانة الدولة كوجهة تجمع بين الثقافة والحداثة. من خلال مطاعمنا وتجاربنا الراقية وشراكاتنا مع الفعاليات الكبرى، نُسهم في إبراز صورة قطر كدولة تقدم ضيافة راقية بروح محلية. نؤمن أن التعاون بين القطاعين العام والخاص هو الطريق نحو استدامة النجاح السياحي في الدولة.
ختاما، ما هي خططكم المستقبلية في السوق المحلي؟
المرحلة المقبلة بالنسبة لنا هي مرحلة تعميق وتطوير لا توسع. نركز على تعزيز تجربة الضيف وبناء ثقافة داخلية مزدهرة. القيادة بالنسبة لي تعني تمكين الآخرين ومنحهم الفرصة للتألق. عندما يشعر الموظفون بالانتماء، ينعكس ذلك مباشرة على الضيوف، وهكذا تُبنى فنادق تدوم وتجارب تبقى في الذاكرة.


