قطر تنضم لمنتدى «إعادة تصور التعليم» في تشيلي
ضمن فعاليات العام الثقافي «قطر-تشيلي 2025»
في إطار سعي دولة قطر لتعميق الحوار الدولي حول مستقبل التعليم، شارك ممثلون عن الدولة في “إعادة تصور التعليم: مسارات جديدة للابتكار التربوي”، وهو منتدى رفيع المستوى استضافته مؤسسة “فونداسيون رِإيماخينا” (إعادة التصور) في العاصمة التشيلية سانتياغو.
وجمع هذا الحدث، الذي عُقد في إطار فعاليات العام الثقافي قطر-تشيلي 2025، بين التربويين وصانعي السياسات والمبتكرين لاستكشاف نماذج جديدة للإصلاح في مجال التعليم والتعاون بين قطاعاته المختلفة.
وصرّحت السيدة آنا ماريا رعد، مؤسس “فونداسيون رِإيماخينا” و “أبريندو لاب”: “يُعد تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات والدول والقطاعات قيمةً أساسيةً بالنسبة إلى “فونداسيون رِإيماخينا”. ولتحقيق رسالتنا المتمثلة في ضمان تعليمٍ يستجيب لتحديات مجتمع القرن الحادي والعشرين، فنحن نحتاج إلى شراكاتٍ وتبادلاتٍ تضمن جودةً تعليمية أعلى وتنميةً أكبر للمهارات الأساسية، كالإبداع والتفكير النقدي والكفاءة الرقمية. وهذا يتطلب نهجًا عميقًا وعمليًا للابتكار، وهو ما نهدف إلى الترويج له في هذا المنتدى مع مبادرة الأعوام الثقافية ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)”.
شهد المنتدى مساهماتٍ من كل من السيد أوريليو أمارال، مدير البرامج في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، والسيد حازم إدريس، نائب مدير إدارة تنمية المجتمع في متاحف قطر. وقد أبرز حضورهما دور دولة قطر المتنامي في دعم التعليم والدبلوماسية الثقافية كأدواتٍ لمد جسور التواصل بين القارات.
ومن أحدث الأمثلة التي تدل على هذا الالتزام مشروع “أبريندو لاب”، وهو مشروعٌ تابع لمؤسسة “فونداسيون رِإيماخينا”، اختير كواحدٍ من ستة مشاريع متأهلة للتصفيات النهائية لجائزة وايز للتعليم 2024–2025. وقد عمل المتأهلون للجائزة خلال العام الماضي على تطوير حلولٍ للتحديات الجوهرية في أنظمة التعليم، مثل تسريع صقل المهارات المعرفية التأسيسية، وتحسين تدريس اللغة العربية وتعلمها، ومواجهة التحديات الناشئة نتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
يقع مشروع “أبريندو لاب” في تشيلي، ويسعى إلى دعم تقوية التفاعل بين المعلمين والطلاب من خلال ابتكار موارد رقمية مصممة لسد الفجوات التعليمية والتكنولوجية. ويجري حاليًا تنفيذ المشروع على نحو تجريبي في تشيلي والمكسيك والإكوادور، ويركز على تطوير قدرات المعلمين ومخرجات التعلّم لدى الطلاب على حد سواء.
وقال السيد أمارال على هامش المنتدى: “يتطلب الابتكار في التعليم نهجًا قائمًا على التفكير النظمي – نهجًا يُقدّر الأفكار الشعبية ويربطها بالأطر العالمية”. كما أضاف: “وتُعدّ فعالياتٌ كهذه ضروريةً لجمع الأصوات المتنوعة معًا من أجل بناء منظومات تعليمية شاملة ومتكيفة.”
كما سلّط أمارال الضوء على الدور العالمي لمؤتمر وايز في النهوض بالتعليم من خلال البحث والحوار حول السياسات والشراكات بين القطاعات. ومنذ تأسيسه عام 2009، أصبح وايز منصة عالمية للتحول التعليمي.
تزامنت مشاركة السيد إدريس في المنتدى مع زيارة أوسع إلى كل من تشيلي والأرجنتين، حيث يُجري تقييمات ميدانية لبرنامج التطوع الدولي التابع لمتاحف قطر، وهو مبادرة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من برنامج الفعاليات السنوية لمبادرة الأعوام الثقافية ابتداءً من العام الثقافي قطر-إندونيسيا 2023. يجمع البرنامج الطلاب والفنانين والموظفين من القطريين والمقيمين في الدولة مع المجتمعات المحلية في البلدان المضيفة لخدمة التعلّم عن طريق التجربة وتبادل المهارات.
ويرى السيد إدريس أن قيمة التعليم تتجاوز حدود الصف الدراسي. وقد شارك دروسًا من مبادرات قطر التطوعية الدولية، التي تجمع بين التعلّم القائم على الخدمة والتبادل الثقافي. وقال للحضور: “ما رأيناه هو أن التعلم المتبادل، سواء بين الفنانين أو الطلاب أو المجتمعات، هو أحد أقوى الأدوات لبناء الثقة ونقل المعرفة.”
ويأمل منظمو المنتدى أن يسهم ربط الابتكار المحلي في تشيلي بنماذج دولية في تحفيز شراكات جديدة، ودفع تطبيق مثل هذه الاستراتيجيات التعليمية عالية التأثير على نطاق أوسع، ما سيمثل إرثًا مؤثرًا للعام الثقافي قطر-تشيلي 2025.