أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية عن إطلاق نسخة الرباط بالمغرب من جداري آرت، البرنامج الذي يعرض إبداعات الفنانين القطريين والمقيمين في قطر من خلال الجداريات ومبادرات التعاون في فن الجداريات، حيث يعرض برنامج جداريات لوحات جدارية من إبداع فنانين قطريين وفنانين مقيمين في الدوحة في الأماكن العامة في جميع أنحاء قطر.

وللمرة الأولى هذا العام، تعاون برنامج الجداريات التابع لمتاحف قطر مع مهرجان جدار للفن الشارع المغربي تحت إشراف المفوض العام للعام الثقافي قطر-المغرب 2024 في حديقة الحسن الثاني الهادئة في الرباط، وذلك في إطار فعاليات العام الثقافي قطر-المغرب 2024.وقد تعاون ثلاثة فنانين قطريين مع ثلاثة فنانين مغاربة لإنشاء أعمال فنية مشتركة ضمن مشروع “المشهد التكعيبي” الخاص بمهرجان جدار.

وفي هذا السياق، قال ديميتري بوغارسكي، أخصائي الفن العام المشرف على البرنامج: “يسعدنا أن نواصل توسيع برنامج جداري آرت خارج قطر من خلال مبادرة الأعوام الثقافية. تساعد أنشطة فن الجداريات التعاونية بين الفنانين المغاربة وزملائهم القطريين في الرباط على تعميق الشراكة والتفاهم الثقافي بين قطر والمغرب. يحتفي مشروع جداري آرت المقام في الرباط بالصداقة الدائمة بين البلدين ويسلط الضوء على الفنانين الذين يبثون الحياة في تراثنا الثقافي المشترك. توفر هذه الفعاليات، التي تأتي في إطار العام الثقافي قطر – المغرب، منصة حيوية لبناء الروابط وتعزيز التبادل الثقافي وخلق تقدير أكبر لأهمية الفن في حياتنا اليومية.” 

تتكون نسخة الرباط من جداري آرت، بعنوان “مشهد تَكعِيبِيّ”، من ثلاثة أعمال تركيبية فنية مكعبة الشكل، تم إنشاؤها بالتعاون بين 3 من فناني الجداريات القطريين و3 من فناني الجداريات المغاربة. بدأت أعمال الرسم في 21 أكتوبر وتم الكشف عنها للجمهور يوم الأحد 27 أكتوبر. تدمج هذه الهياكل، التي ثُبتت في منتزه الحسن الثاني ذي المناظر الخلابة، الرسم التقليدي مع فن الجداريات المعاصر، مما يرمز إلى التقارب بين المكونات الثقافية والإبداعية المتنوعة من كلا البلدين. تعمل المكعبات كاستعارات بصرية لرحلات تدعو المشاهدين لتجربة اندماج تقليدين فنيين متميزين في مساحة فريدة واحدة.

يعد منتزه الحسن الثاني، وهو مساحة عامة واسعة تقع في قلب الرباط بالقرب من موقع شالة التاريخي وباب زعير، الموقع المثالي لإقامة هذا التبادل الثقافي. وقد افتُتح المنتزه في نوفمبر 2018، ليشكل وجهة رئيسية للسياح والسكان المحليين على حد سواء، مما أضفى مزيدًا من الحيوية على المشهد الفني والثقافي للمدينة.

تعاون فنانون شكلوا ثلاث ثنائيات في إنجاز الأعمال التركيبية، هم: أنفال الكندري (@funkyah)، فنانة تشكيلية كويتية-قطرية، تستكشف موضوعات مثل الطفل الداخلي والعوالم الموازية، وقد تعاونت مع الفنان المغربي المعاصر حمزة مرموش (@hamzamarmouche)، وتعاونت شريفة المناعي (@90mannai)، وهي فنانة متعددة التخصصات معروفة بمزج السريالية وفن الكولاج، مع الرسامة المغربية فاطمة الزهراء خلاد (@ms_timaaa)، التي يتعمق عملها في مفهوم الذاكرة وتأثيرها الدائم على الحاضر. ويضم الثنائي الثالث مبارك آل ثاني، الذي تعاون مع المصممة والرسامة الغرافيكية المغربية عائشة أبو حاج (@aicha_abou_art)، الشغوفة باستكشاف تراثها وهويتها الأمازيغية.

وأضاف بوغارسكي: “يسعى هذا المشروع إلى دعوة الناس للمشاركة في رحلة بصرية تحتفي بالتنوع الثقافي والهوية الحضرية والروابط التي توحد أماكن مختلفة. تتجاوز المكعبات وظيفتها كمجرد أعمال فنية، لترمز إلى كيفية ربط الإبداع بين المجتمعات ومساهمته في تحولاتها. ويدعو هذا المشروع المقام في قلب الرباط الجميع لاستكشاف التفاعل القائم بين الثقافات والأساليب والمخيلة اللامحدودة”.

وبرنامج جداري آرت، الذي أطلقته إدارة الفن العام في متاحف قطر أول مرة عام 2020 تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمنائها، يُقدم الفن للجمهور العام خارج إطار المتاحف، ويشجع على التفكر في الموضوعات الثقافية والاجتماعية والتاريخية. قدم هذا البرنامج أعمالًا تركيبية رائعة ثبتت في أماكن مختلفة كشارع الكورنيش وسوق واقف، ومطار حمد الدولي، وحتى في الصحراء القطرية، مثل منحوتة ريتشارد سيرا الضخمة شرق-غرب/غرب-شرق.

ستبقى الأعمال التركيبية التي أنشئت ضمن مشروع جداري آرت “مشهد تكعيبي” متاحة للجمهور في منتزه الحسن الثاني حتى نهاية عام 2024، مع وجود خطط لعرضها في معرض عام بعد ذلك.