آثار ومتاحفأخبارثقافة وفنونجاليري الفنونقطرنا

اتفاقية بين متاحف قطر و«البندقية» لتعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي والاقتصادي

 أعلنت متاحف قطر وبلدية البندقية، الجمعة، عن توقيع الطرفين لبروتوكول تعاون تم الاتفاق من خلاله على توطيد العلاقات القائمة وتعزيز التعاون الثنائي بينهما في المجالين الثقافي والاجتماعي-الاقتصادي.

وتزامن توقيع هذه الاتفاقية مع إعلان الخطوط الجوية القطرية عن استئناف رحلاتها المباشرة بين الدوحة والبندقية في 12 يونيو، ومع احتفال المدينة العائمة بافتتاح مؤتمر حوارات “الفن من أجل الغد” الذي ينظمه كل من مؤسسة الديمقراطية والثقافة ومتاحف قطر، الشريك المؤسس.

وفي إطار الاهتمامات المشتركة بين الطرفين، ستواصل متاحف قطر والبندقية تنظيم الأنشطة التي من شأنها أن تضيف قيمة إلى التراث الثقافي، وتحسن ظروف مشاركة المعرفة، وتشجع الاستثمار التجاري بين الجانبين، لا سيما في مجالات الفن والحفظ والرياضة والترفيه. وقد تشمل الأنشطة المحتملة على سبيل المثال تنظيم المعارض والندوات التي تستكشف الروابط التاريخية بين مجالات الفن والعمارة الإيطالية ومثيلتها الإسلامية؛ ومشاركة الفنانين من الجانبين في المهرجانات والمعارض الدولية؛ والتعاون العلمي، كإصدار المطبوعات الفنية والمشاركة في تنظيم الزيارات البحثية لأمناء المكتبات والمحفوظات والمؤرخين؛ وتعزيز الروابط بين المؤسسات الرياضية؛ وعرض مجموعات المقتنيات الفنية، والتنظيم المشترك للندوات التي تتناول مواضيع محددة؛ والتعاون المتبادل لحماية التراث الثقافي وإحيائه، بما في ذلك تبادل المعلومات وتنفيذ التدخلات الهيكلية الرامية إلى استعادة بعض أجزاء مدينة البندقية ذات الرمزية.

وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: “بمناسبة إعادة إطلاق الرحلات المباشرة من الدوحة إلى البندقية، يسعدنا أن نتواصل مع عالم الفن هنا في البندقية. حيث تمثل حوارات “الفن من أجل الغد” شراكة مستمرة بين متاحف قطر ومؤسسة الديمقراطية والثقافة وتجمع المفكرين والفنانين والمبدعين معًا. ويسرنا هذا العام، في ضوء الاهتمام بالمكانة الثقافية لمدينة البندقية، أن نستمر في استكشاف علاقات أوثق بين مدينتينا، ودولتينا. ونحن نتطلع إلى الترحيب بأهل البندقية في قطر، وندعو القطريين لاستكشاف ما تقدمه البندقية من عروض ثقافية.”

وقال السيد لويجي بروجنارو، عمدة مدينة البندقية: “تُمثِل الاحتفالات بالذكرى الـ 700 لوفاة الرحالة ماركو بولو خير مناسبة لأن تُعيد العلاقات والاجتماعات الدولية وضع البندقية على الساحة باعتبارها مدينة ذات مركزية، في مجالي الدبلوماسية والتجارة، تمامًا كما كان تاريخ المدينة المزدهر، ما يجعل ذلك متاحًا لباقي الجمهورية الإيطالية. تواصل مدينة البندقية إضفاء الحيوية والديناميّة المعاصرة على دورها التاريخي كملتقىً للثقافات، ولشعوب العالم. ونرحب بالتعاون مع متاحف قطر باعتبارها إحدى المؤسسات الرائدة بنشاطها الحثيث في المجال الثقافي في وقتنا الحالي، بالتزامن مع استئناف رحلات الطيران المباشرة من البندقية إلى الدوحة، الوجهة الدولية الأولى للطيران في آسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا، وبالتالي زيادة مدى التواصل بين البلدين. ومن شأن هذه الشراكة، التي تم تحديد إطارها خلال رحلتي إلى الدوحة في فبراير الماضي وتم تفعيلها اليوم، أن تُبقي كلا من البندقية وقطر في طليعة التبادل الإبداعي والعلمي والأكاديمي والاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم، وبناء الشبكات والعلاقات بين الناس أولًا وقبل كل شيء على مبدأ الاحترام المتبادل.”

كما قال سعادة السيد خالد بن يوسف السادة، سفير دولة قطر لدى الجمهورية الإيطالية: “تمثل هذه الاتفاقية بين متاحف قطر وبلدية البندقية انطلاقة علاقات أوثق بين قطر وإيطاليا. وإلى جانب رحلات الخطوط الجوية القطرية المباشرة بين الدوحة والبندقية، فإن هذه الاتفاقية بين متاحف قطر وبلدية البندقية، تُعد خطوة متقدمة أخرى في مسيرة العلاقات الثنائية المتينة التي تربط بلدينا الصديقين. وهي دليل آخر على آفاق التعاون الممتدة في كافة المجالات، مثل الاقتصاد والتجارة والثقافة والتبادل العلمي والفني والتعاون الأمني والعسكري والأمان البيئي، والاستثمارات والسياحة والرياضة. ونحن نعلم، كما يعلم الكثيرون، أن إيطاليا تزخر بتراث ثقافي وفني ذا أثر وقيمة في تاريخ الإنسانية. إن العلاقات بين بلدينا هي علاقات صداقة وتعاون شامل وتفاهم على كافة المستويات، ولن نتوقف هنا، بل نسعى جاهدين إلى تعميق تلك العلاقات في جوانب أوسع.″

وقد جسّدت البندقية، التي تم إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1987، دورًا أساسيًا في الثقافة العالمية على مدار عدة قرون. فقد استضافت المدينة،منذ عام 1895، بينالي البندقية، حيث استقبلت الفنانين والدول المشاركة من جميع أنحاء العالم لعرض أعمالهم جنبًا إلى جنب مع أقرانهم في حدث صار الأهم في فعاليات عالم الفن، مما جلب إلى المدينة نموًا اقتصاديًا كبيرًا من خلال السياحة الثقافية.

وتستند هذه الشراكة إلى العلاقة القوية بين متاحف قطر ومدينة البندقية والتي نشأت من خلال سلسلة من مبادرات التعاون الناجحة على مدى العامين الماضيين، حيث تنظم متاحف قطر المعرض الحالي: “أطيافنا، أطيافكم: رؤى واعدة لسينما رائدة” الذي يُقام في آرت كابيتال بارتنرز – قصر فرانكيتي، ويُعرض بالتزامن مع المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية 2024 ومهرجان البندقية السينمائي الدولي 2024، وقدمت الرعاية لمعرض “كينغو كوما: المحاكاة الصوتية – مشاريع مختارة” الذي أقيم في آرت كابيتال بارتنرز – قصر كافالي فرانكيتي خلال بينالي البندقية للعمارة لعام 2023. وتُعرض متاحف قطر حاليًا أعمالًا فنية مُعارة في معرض “الأجانب في كل مكان”، وهو المعرض الرئيس لبينالي البندقية الدولي للفنون الستين 2024، والذي يتضمن قطعًا من مجموعة “متحف: المتحف العربي للفن الحديث” لأعمال كبار الفنانين العرب المعاصرين، وفي معرض “عوالم ماركو بولو” المقام في قصر دوجي، والذي يتضمن قطعًا من مجموعة متحف الفن الإسلامي. وفي يونيو 2024، ستُعقد أحدث دورات مؤتمر حوارات “الفن من أجل الغد” الذي يتناول القضايا الثقافية العالمية، وذلك في مدينة البندقية بمشاركة متاحف قطر بصفتها داعمًا مؤسسًا.

وسيكون بروتوكول التعاون المذكور ساري المفعول لمدة خمس سنوات، وذلك حتى نهاية عام 2029، ويمكن تمديده إلى ما بعد ذلك التاريخ باتفاق الطرفين. وسيتم الإعلان عن تفاصيل الأنشطة التي سينظمها الطرفان حال توفرها.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


For security, use of CloudFlare's Turnstile service is required which is subject to the CloudFlare Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!