سجّلت عودة جولة لونجين العالمية للخيول إلى الرباط هذا الأسبوع نجاحاً لافتاً يُضاف إلى التميّز الذي حققته النسخة السابقة التي أقيمت في إطار مبادرة العام الثقافي قطر–المغرب 2024 والتي جمعت بين البلدين عبر إرث يقوم على الإبداع والرغبة في التميّز.

من جهته، صرّح سعادة الشيخ عبد الله بن ثامر آل ثاني، سفير دولة قطر لدى المملكة المغربية: “يسعدنا أن نرى الرياضة اليوم توُاصل ما بدأته الثقافة من تقارب، لتكون منصة للتفاهم وتعزيز العلاقات بين شعبينا، ولتبرُز في الوقت ذاته مدينة الرباط كوجهة عالمية للفروسية. هذا الحدث العالمي يعكس استمرار روح التعاون بين دولة قطر والمملكة المغربية ويجُسّد القيم المشتركة التي تجمعنا في مجالات التميزّ والإبداع والتواصل الحضاري. هذا التعاون الذي انطلق من العام الثقافي، يؤكد أن العلاقات القطرية المغربية قائمة على رؤية مشتركة للمستقبل، تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الشعوب وبناء جسور مستدامة للتقارب الثقافي والإنساني.”

وبعد النجاح الكبير الذي حققته نسخة 2024 الأولى تاريخياً في أفريقيا، أعادت العاصمة المغربية الرباط إحياء ذكريات النجاح، فكانت واجهةً عالمية، للقاء أفضل فرسان اللعبة من 17 إلى 19 أكتوبر، في ساحة المسرح الكبير في الرباط حيث اشتدَّ التنافس في أجواء رياضية مليئة بالحماس والشغف.

وصرّح يان توبس، مؤسس ورئيس جولة لونجين العالمية للخيول: “تمثّل العودة إلى الرباط احتفاءً برؤية مشتركة تؤمن بالتميّز والاحترام والتبادل الثقافي. فما بدأ كمشروع تعاون تحت مظلة العام الثقافي قطر–المغرب، أصبح اليوم علاقة مستمرة تذكّرنا بأن الخيل كانت دائماً صلةً تربط بين الشعوب والتقاليد والقارات. وهكذا تظهر قيمة الرياضة في تعزيز تلك الروابط وإلهام الأجيال القادمة.”

شكّلت فعالية هذا العام المحطة الخامسة عشرة ضمن جولة عام 2025، وجاءت مباشرة قبل النهائيات الكبرى في الرياض. وقد شهدت المنافسات مشاركة أفضل 30 فارساً في العالم في أحد أجمل المواقع ضمن الجولة، محاطةً بمعالم تاريخية مثل برج حسن والمسرح الكبير بالرباط وبرج محمد السادس، تجسيداً لانسجام المدينة مع الأصالة والحداثة. هذا وقد استقطبت النسخة السابقة أكثر من 6,500 متفرّج احتفلوا معاً بالإرث العميق للفروسية المغربية وبالفخر المشترك تجاه الخيل كرمز للجمال والرقي والصلابة.

شكّلت عودة جولة لونجين العالمية للخيول إلى الرباط فرصة مميزة للقاء نخبة فرسان العالم، وأكدت مجدداً على إرث الصداقة التي بدأت بالثقافة وتستمر بازدهارها عبر الرياضة.