تلعب رزنامة الفعاليات السنوية التي تقدمها قطر للسياحة بالتعاون مع شركائها الإستراتيجيين دوراً حيوياً في تعزيز القطاع السياحي وتنمية الاقتصاد الوطني. تأتي هذه الرزنامة كجزء أساسي من إستراتيجية الدولة لجعل قطر وجهة سياحية عالمية متنوعة الأنشطة. تعتمد الرزنامة على تنويع الفعاليات والأنشطة الثقافية والرياضية والفنية، مما يجعل قطر محط أنظار الزوار من مختلف دول العالم على مدار العام.

في عام 2023، كانت قطر قادرة على استقبال أكثر من 4 ملايين سائح، متجاوزة بذلك الأرقام القياسية السابقة. ولعبت الفعاليات المتنوعة دوراً كبيراً في هذا النجاح، حيث أبدى الزوار اهتماماً ملحوظاً بالأنشطة التي استضافتها الدولة. من الفعاليات الرياضية إلى المهرجانات الثقافية والعروض الموسيقية والفنية، نجحت قطر في جذب شرائح واسعة من السياح بفضل هذه الفعاليات.

وبالتزامن مع النمو السريع لقطر كوجهة سياحية رائدة، أطلقت قطر للسياحة رزنامة فعاليات ثرية لعام 2024 تضم أكثر من 80 فعالية مميَّزة، تسهم في تعزيز الاستمتاع بتجارب سياحية فريدة وتقديم جدول حافل مناسب لكافة أفراد العائلة والزوار من كافة أنحاء العالم، إذ تساهم في زيادة الوعي بعروض السياحة القطرية من خلال تقديم معلومات مفصلة ومحدثة عن الفعاليات، مما يسهل على الزوار التخطيط المسبق لزياراتهم.

أنشطة لمختلف المجالات

وتتضمن رزنامة الفعاليات أنشطة تمتد عبر مختلف المجالات، مثل الفن والثقافة، الرياضة والترفيه، والأحداث التجارية. على سبيل المثال، تنظم الدولة مهرجانات فنية مثل مهرجان قطر للألعاب، الذي استقطب خلال نسخته الثانية أكثر من 100 ألف زائر. ويمثل هذا النوع من الفعاليات جزءاً مهماً من جاذبية السياحة العائلية التي تستهدف زواراً من داخل قطر وخارجها.

أما في مجال الرياضة، فإن قطر تحتضن أحداثاً رياضية بارزة على مدار العام، كان آخرها بطولة كأس آسيا لكرة القدم، التي تسهم في تعزيز السياحة الرياضية وتستقطب مشجعين من مختلف دول العالم. هذه الفعاليات الرياضية الكبرى لا تقتصر على تقديم تجربة رياضية فحسب، بل تقدم أيضاً فرصاً سياحية وتجارية تعزز من نشاط القطاع الاقتصادي.

تتجلى قوة قطر في هذا المجال من خلال الشراكات الفعالة بين قطر للسياحة والجهات الحكومية والخاصة. وتسهم هذه الشراكات في تقديم تجارب غنية ومتكاملة للزوار، بما في ذلك الترويج للفعاليات عبر منصات متعددة مثل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية. هذه الجهود الترويجية تتيح للزوار الحصول على معلومات دقيقة ومحدثة حول جميع الفعاليات، مما يجعل من السهل عليهم متابعة الأنشطة والمشاركة فيها.

كما تلعب الفنادق والمراكز التجارية والمطاعم في قطر دوراً كبيراً في استضافة الفعاليات وتقديم العروض الترويجية الخاصة بالزوار. على سبيل المثال، خلال مهرجان قطر للتسوق، قدمت مراكز التسوق في البلاد تخفيضات وعروضاً مغرية، مما ساهم في جذب المتسوقين المحليين والدوليين على حدٍّ سواء.

تأثير مباشر على عدد الزوار

تشير الأرقام إلى أن رزنامة الفعاليات لها تأثير مباشر على استقطاب الزوار وزيادة أعدادهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، سجلت الدولة خلال شهري يناير وفبراير من عام 2024، نحو 1.3 مليون زائر بنمو سنوي بلغ 78 % مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. هذا النمو يعكس أهمية الفعاليات السياحية في جذب المزيد من الزوار ودعم اقتصاد الدولة.

وساهمت الفعاليات الرياضية والثقافية التي استضافتها قطر في بداية العام بشكل ملحوظ في تحقيق هذا النجاح. على سبيل المثال، مهرجان قطر للتسوق وبطولة كأس آسيا لكرة القدم، اللذان أقيما في شهر يناير، جذبا أكثر من 700 ألف زائر خلال هذا الشهر وحده.

تعزيز تجربة السياح

توفر رزنامة الفعاليات للزوار تجربة متكاملة تعزز من جاذبية الدولة كوجهة سياحية. ويجعل تنوع الفعاليات من قطر وجهة مثالية للعائلات، حيث توفر الفعاليات الترفيهية والثقافية شيئاً لكل فرد من أفراد الأسرة. ومن ناحية أخرى، تستفيد قطر أيضاً من تنظيم الفعاليات الخاصة بالأعمال والمؤتمرات والمعارض التجارية، مما يسهم في تعزيز مكانتها كوجهة مميزة لسياحة الأعمال.

تُعد الفعاليات والأنشطة الترفيهية المقدمة خلال العطلات الرسمية، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، جزءاً لا يتجزأ من التجربة السياحية في قطر. تُتيح هذه الفعاليات للزوار فرصة الاستمتاع بالعروض الثقافية والتراثية، وتمنحهم فرصة التفاعل مع الثقافة القطرية والعادات المحلية، مما يعزز من عمق تجربتهم السياحية.

إلى جانب دعم قطاع السياحة، تسهم الفعاليات في تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد القطري. ومن خلال زيادة أعداد الزوار، يتم تحفيز القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل الضيافة والتجزئة والنقل. كما توفر الفعاليات فرص عمل جديدة وتساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، خصوصاً في المواسم السياحية.

فرصة للترويج للمعالم

تقدم الرزنامة السنوية أيضاً فرصة للترويج للأماكن السياحية في قطر، بما في ذلك الوجهات الثقافية مثل المتاحف والأسواق التقليدية، والمواقع الطبيعية مثل الشواطئ والمحميات، ويعزز هذا التنوع في التجارب من استدامة السياحة ويضمن أن تكون قطر وجهة سياحية على مدار العام.

واستناداً إلى كل ذلك، باتت رزنامة الفعاليات السياحية في قطر جزءاً أساسياً من إستراتيجيتها لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية. فمن خلال تقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة على مدار العام، تتمكن قطر من جذب المزيد من الزوار وتقديم تجربة فريدة تناسب مختلف الاهتمامات والفئات العمرية. كما تسهم هذه الفعاليات في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز القطاع السياحي.

 فعاليات الأعمال 

واصلت قطر للسياحة مُمثلة في Visit Qatar خلال العام 2024 مساعيها الرامية إلى تعزيز صناعة ودعم فعاليات الأعمال في قطر، والتي تكتسب أهمية كبيرة ضمن القطاع السياحي في قطر، كان من أبرزها توقيع اتفاقية مع الرابطة العالمية لصناعة المعارض (UFI) يتوجب من خلالها تجديد الرعاية الماسية المبرمة بينهما.

وبموجب الاتفاقية، تحظى Visit Qatar بالترويج لقطر كوجهة لاستقطاب فعاليات الأعمال والسماح للشركاء بخلق المزيد من فرص التعاون عبر جميع فعاليات وأنشطة الرابطة العالمية على مدار العام.

وتُعد قطر وجهة مثالية لاستضافة فعاليات الأعمال، وذلك بفضل إنشاء المرافق الحديثة، وشبكات النقل العام المبتكرة، وسياسات السفر الميسرة، بالإضافة الى تميز موقعها الجغرافي والأماكن السياحية ذات المستوى العالمي، مما يوفر لرجال الأعمال تجارب سياحية تلبي كافة تطلعاتهم.

وتُعد قطر موطناً رئيسياً ووجهة رائدة لاستضافة الأحداث العالمية الكبرى، وذلك بفضل اعتمادها أعلى معايير الأمن التي تتمتع بها البلاد، إضافة إلى احتضانها 128 مرفقاً خاصاً بالاجتماعات والمؤتمرات، تمتد على مساحة 70 ألف متر مربع. وتتمتع قطر بموقع إستراتيجي يتوسط العالم بين شرقه وغربه، في ظل وجود ناقلة وطنية ومطار دولي حائزين على جوائز عالمية مرموقة.