أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني، عن انطلاق المرحلة الثانية من تنفيذ المبادرة القطرية لتقصير الطرق الجوية في الأجواء المصرية، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى منها بنجاح. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة المصرية القاهرة.
وترأس وفد الهيئة العامة للطيران المدني لدولة قطر خلال هذا الحدث، السيد محمد بن فالح الهاجري المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني، وذلك بحضور سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية، والمندوب الدائم للدولة لدى جامعة الدول العربية. ومن الجانب المصري معالي الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني في جمهورية مصر العربية، وسعادة الطيار عمرو الشرقاوي، رئيس سلطة الطيران المدني المصرية. هذا إلى جانب حضور كل من سعادة المهندس محمد أبو بكر فارع، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) لمنطقة الشرق الأوسط، والسيد محمد لطفي، المدير الإقليمي لمنطقة شمال أفريقيا بالاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا).
وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الجهود الريادية التي تقودها دولة قطر في سبيل تحديث بنية الملاحة الجوية إقليمياً وعالمياً، بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة والرؤية الوطنية لدولة قطر.
وتضمنت المرحلة الأولى من المبادرة قيام إدارة الملاحة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني بتدريب 35 مراقباً جوياً مصرياً على نظام الإقلاع والهبوط المتوازي، فيما ستتضمن المرحلة الثانية إعادة التخطيط الجزئي للمجال الجوي المصري وتعديل بعض المسارات في إقليم القاهرة لمعلومات الطيران بهدف تقليل زمن الرحلات العابرة، وفقاً لمقترح تم إعداده بواسطة فريق من الهيئة والناقل الوطني لدولة قطر. هذا بالإضافة إلى استكمال تدريب المراقبين الجويين المصريين على نظام الطيران الحر (FRA) الذي يساهم في تقصير زمن الرحلات وزيادة الطاقة الاستيعابية في المجال الجوي.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز نشاط دولة قطر في مجالات النقل الجوي والاستدامة البيئية، وإبراز مساهمتها في تحسين وتطوير الملاحة الجوية العالمية. كما سيكون هذا المشروع نواة للانطلاق في مشروعات مماثلة في أفريقيا، والهند وجنوب شرق آسيا، لتقصير الطرق الجوية، والمساهمة في تحقيق توفير اقتصادي كبير لشركات الطيران.
وخلال كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر أوضح السيد الهاجري أن هذه المبادرة هي واحدة من المبادرات النوعية، التي تؤكد التزام دولة قطر الراسخ بتطوير قطاع الطيران المدني، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي.
وأضاف قائلاً: “مبادرة تقصير الطرق الجوية في الأجواء المصرية جاءت ثمرة تعاون مثمر وبنّاء بين الهيئة العامة للطيران المدني في دولة قطر، وسلطة الطيران المدني بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وذلك بهدف تحسين كفاءة الحركة الجوية، وتخفيف الازدحام، وتقليص زمن الرحلات، بما يحقق فوائد اقتصادية وبيئية ملموسة. كما أنها تجسّد رؤية دولة قطر في أن تكون شريكاً فاعلاً في جهود تطوير نظم الملاحة الجوية على المستوى الدولي، وتؤكد التزامنا بتحقيق الاستدامة في صناعة النقل الجوي، والمساهمة في تقليل الانبعاثات الكربونية، انسجاماً وتماشياً مع أولويات وأهداف منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو (“.
كما أشار خلال الكلمة إلى أثر هذه المبادرة الإيجابي على المسافرين وشركات الطيران من خلال دورها في تقليص زمن الرحلات الجوية، وتقديم تجربة سفر أكثر سلاسة وكفاءة وخفض فترات الانتظار والتأخير، بما يساهم في تعزيز جودة الخدمات وزيادة رضا المسافر.
وتوجه “الهاجري” بالشكر لسلطة الطيران المدني في جمهورية مصر العربية على تعاونها البناء وتجاوبها السريع، وحرصها المشترك على إنجاح هذه المبادرة النوعية، وهو ما يعكس عمق العلاقة الأخوية، ويجسّد إرادة حقيقية لتحقيق التكامل في مجال الطيران المدني في عدة مجالات.
وأكد على مواصلة الهيئة العامة للطيران المدني العمل على مبادرات مماثلة مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين، في سبيل ضمان سلامة وكفاءة الملاحة الجوية في مناطق عبور رئيسية حول العالم، وتعزيز مكانة قطر كمركز عالمي للطيران المدني.