آثار ومتاحفأخبارثقافة وفنونجاليري الفنونقطرنا

متاحف قطر تزيح الستار عن «بيت أسباير» للفنان مهدي مطشر في حديقة أسباير

أزاحت متاحف قطر الستار عن “بيت أسباير”، أول أعمال الفن العام الدائمة للفنان العراقي الشهير مهدي مطشر. كُلِّف مهدي مطشر بإنجاز هذا العمل ليثبَّت في حديقة أسباير، وهو إعادة تصور لجوهر المنزل والأسرة من خلال التجريد الهندسي، وهي السمة المميزة لتجربة مطشر الفنية التي امتدت لخمسة عقود.

كشف عن هذا العمل الفني المذهل كل من سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، والسيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، بحضور شخصيات مرموقة.

يعد “بيت أسباير” أحد مشاريع إرث معرض مطشر الفردي “مهدي مطشر: المواجهة عبر الاستبطان”، الذي نظمه متحف: المتحف العربي للفن الحديث عام 2023. وهذا المعرض الذي كان أول معرض فردي لمهدي مطشر في قطر والمنطقة منذ ما يقرب من 50 عامًا، استكشف استخدام مطشر الفريد للخط والأنماط الزخرفية العربيين، وتحديه للتصنيفات الغربية لأعماله. ونُفِّذَ المشروع بتكليف من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة للاحتفال بالذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة.

وصرّحت زينة عريضة، مدير متحف: المتحف العربي للفن الحديث، قائلة: “بينما يسترجع متحف استضافته لأول معرض فردي لمهدي مطشر منذ ما يقرب من 50 عامًا، فمن الرائع أن نراه يواصل تجسيد رؤيته من خلال “بيت أسباير”. حيث يستقي الفنان هذا العمل الفني الضخم من الموضوعات التي تناولها في معرضه الذي أقامه عام 2023، ويحتفل بإتقانه للتجريد الهندسي واتصاله العميق بالتراث الثقافي. ويعد “بيت أسباير” تكريمًا بارزًا لإرث مطشر الخالد”.

يمزج عمل مهدي بين الدقة العلمية والارتباط الشخصي العميق بماضيه، فيلتقط لحظات عابرة من شبابه الذي عاشه في الشرق الأوسط. وقد استوحى فكرته من الزخارف البديعة التي زُينت بها المساجد المحلية، والظلال المتغيرة التي يلقيها سعف النخيل، والخطوط البسيطة والعميقة التي كان يرسمها ذات يوم على الرمال. ويحول مطشر هذه الذكريات إلى تعبيرات تتسم بديناميكيتها ودقتها الحسابية.

وفي إطار تعليقها على هذا الحدث، قالت الشيخة ريم آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي بالوكالة للمعارض ومدير إدارة المعارض المركزية في متاحف قطر: “يتمتع الفن العام بالقدرة على تحويل المساحات إلى أماكن للتواصل والإلهام، ويجسد “بيت أسباير” هذه الإمكانات التحويلية للفن العام. حيث يشكل عمل مهدي مطشر تكاملًا متناغمًا مع الطابع الفريد لحديقة أسباير، مما يوفر بيئة يمكن فيها للأشخاص من جميع الأعمار التواصل مع الفن بطريقة طبيعية وهادفة. وقد اختير الموقع الاستراتيجي لتثبيت العمل الفني بالقرب من ساحة الألعاب لإنشاء رابط قوي بينه وبين محيطه، وخلق امتزاج متناغم مع أجواء الحديقة المفعمة بالحيوية.  نؤمن في متاحف قطر بدور الفن العام كجسر يربط بين التاريخ والحداثة، وتعزيز الشعور بروح المجتمع والهوية المشتركة. ويُعد “بيت أسباير” شهادة على التزامنا المستمر بإثراء المساحات العامة بأعمال الفن التي تتسم بالشمولية وإثارة التفكير، مما يضمن إحداثها لصدىً عميق لدى الجماهير المتنوعة “.

استقى الفنان هذا العمل الفني من عمل آخر له بعنوان “ثلاث زوايا بدرجة 135” يعود لعام 2007 ويوجد ضمن مجموعة متحف: المتحف العربي للفن الحديث. ويشمل “بيت أسباير” تركيبة ديناميكية من الخطوط المتداخلة والمتعاقبة التي تبني مساحة مفتوحة ومتعددة الأبعاد يتشابك هيكلها بشكل وثيق مع المناظر الطبيعية لحديقة أسباير، ويستحضر عناصر معمارية تقليدية مثل العتبات والنوافير والأفنية، وبهذا يعبر الفنان عن أفكار تمثل المنزل والملاذ.

ومن جانبه، صرّح الفنان مهدي مطشر قائلًا: “في المرة الأولى التي زرت فيها حديقة أسباير، أخذني الانبهار بجودة مساحاتها الاستثنائية، فهي تزخر بالفضاءات المفتوحة والنابضة بالحركة والعامرة بالأشجار الرائعة، وهي تتميز بتكريسها للاسترخاء. وقد أدركت على الفور الحاجة إلى خلق تناغم عميق مع روح هذا المكان، لم يكن الأمر يتعلق بإقامة أي نصب بحد ذاته، بل تطلّب مني الانسياق مع التيار الذي يشكل هذا الفضاء. هذا هو السبب الذي يجعل هيكل منحوتتي يدور مع الحديقة ومع زوارها، فهو عمل فني مناقض للجمود – على الرغم من أنه مصنوع من الطوب – ويولّد دورانه وجهات نظر متعددة وألعابًا لا نهائية”.

وتشجع الاتجاهات المتعددة للعمل الفني الزوار على خلق مساراتهم الخاصة، مما ينشئ حوارًا شخصيًا مع المنحوتة. إن تركيبته الرياضية الدقيقة، المتجذرة في التجريد الذي يميز أعمال مطشر، تربط بين عوالم الذاكرة والحداثة، وتدعو إلى التأمل في التجربة الإنسانية المشتركة.

وينظم فريق الفن العام في متاحف قطر، بعد إزاحة الستار عن هذا العمل الفني، نزهة فنية عامة، وهي عبارة عن سلسلة مبتكرة من الحوارات الفنية التي تقام في الموقع وتهدف إلى تفاعل الجمهور مباشرة مع الأعمال الفنية. حيث توفر هذه المبادرة العفوية المستوحاة من فكرة التنزه تجربة غير رسمية وغامرة، متيحة المجال للحضور لمقابلة الفنانين واستكشاف عملياتهم الإبداعية والانخراط في حوار هادف حول الفن في محيطه الطبيعي. وتهدف هذه المبادرة إلى علاقة أعمق بين الجمهور والفنانين، وتعد منصة لتعزيز بناء المجتمع بين المبدعين في قطر، وتشجيع التعاون والإلهام وتبادل الأفكار.

ويجسد العمل الفني “بيت أسباير” التزام متاحف قطر بتعزيز الفن العام، وتحويل المساحات العامة اليومية إلى تجارب غامرة تحث على التفاعل والتأمل والاكتشاف الشخصي.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


For security, use of CloudFlare's Turnstile service is required which is subject to the CloudFlare Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!