متاحف قطر تعلن عودة مهرجان «جدران عالمية» إلى الدوحة في نسخته الثالثة

أعلنت متاحف قطر عن إطلاق النسخة الثالثة من مهرجان الجداريات الدولي الشهير “جدران عالمية: الدوحة” (الذي كان يُعرف سابقًا باسم «باو! واو!») خلال الفترة من 3 إلى 9 ديسمبر 2025، حيث سيُعيد أكثر من عشرة فنانين ابتكار المشهد العمراني في منطقة العزيزية عبر تنفيذ جداريات جديدة ضخمة، لتحويلها إلى معرض مفتوح في الهواء الطلق.
وتأتي هذه النسخة الجديدة عقب النجاح الكبير الذي حققته النسختان السابقتان من المهرجان في محطة مترو السد (2021) وميناء الدوحة القديم (2023).
وقالت الشيخة ريم آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر للرواق، والفن العام، ورباعية قطر: “إن مهرجان جدران عالمية ليس مجرد فعالية لرسم الجداريات، بل هو احتفاء بالإبداع والخيال والروابط الإنسانية التي يُحييها الفن في فضائنا المشترك. وتُمثل نسخة هذا العام أهمية خاصة لكونها تتزامن مع احتفالات الذكرى العشرين لتأسيس متاحف قطر، وهي محطة للتأمل في مسيرة عقدين من النمو الثقافي والمشاركة المجتمعية. كما تُتيح لنا استضافة المهرجان في العزيزية فرصة تعزيز التواصل مع قاطني هذا الحي، وجمع الفنانين والمجتمع معًا لبناء فضاء عام نابض بالحياة وعامرًا بروح التجدد”.
وتشهد نسخة هذا العام مشاركة 14 فنانًا وفريقًا فنيًا متنوعًا، من بينهم الفنانتان القطريتان أنفال الكندري وفاطمة الشرشني، اللتان تعكسان من خلال أعمالهما التطور المتنامي في المشهد الفني المعاصر بالدولة وجذوره الثقافية العميقة. وكانت أنفال قد شاركت مؤخرًا في نسخة المهرجان في هاواي، بينما ستسافر فاطمة إلى هونغ كونغ عام 2026 للمشاركة في مهرجان جدران هونغ كونغ ضمن برنامج التبادل الفني.
كما يشارك في المهرجان كلٌّ من الفنانين: إد أونر (المغرب)، وذا سكوير كيرو (تونس)، ودرو يونغ (كندا)، وودن ويف (الولايات المتحدة)، وهوتوتسوكي (اليابان)، وباو هو (هونغ كونغ)، وكيت بينيت (أستراليا)، ونيفر كرو (سويسرا)، بالإضافة إلى وين2 (فرنسا)، وأُنفان بريكوس (الكاميرون).
ويشهد المهرجان أيضًا مشاركة الفنانة التشيلية «بوش ديل فوتورو» والفنانة الأرجنتينية «أنيماليتولاند» احتفاءً بالعام الثقافي قطر – الأرجنتين وتشيلي 2025، في إطار تسليط الضوء على القيمة المستمرة للتبادل الفني والثقافي بين هذه الدول.
وقال جاسبر وونغ، مؤسس مهرجان جدران عالمية: “تمثل هذه النسخة عامنا الثالث من الشراكة مع متاحف قطر، ولا يزال العمل مع فريقهم المتميز مصدر فخر وسعادة لنا. فهم يُجسدون بالفعل القوة التحويلية للفن العام وقدرته على إلهام المجتمعات المحلية والارتقاء بها. وما جعل هذا العام مميزًا هو برنامج التبادل الثقافي، حيث استقبلنا فنانين من قطر في هاواي واليابان، وفي المقابل يشارك فنانون من مناطقنا في إنتاج أعمال داخل الدوحة. إن رؤية هذه الأصوات الإبداعية تعبر المحيطات وتشارك رؤاها يذكرنا بقوة الفن في بناء التفاهم وتعزيز الروابط. لقد أصبح هذا المهرجان جسرًا ثقافيًا حقيقيًا يجمع الناس ويحتفي بالتنوع ويُبرز اللغة العالمية للإبداع. نحن ممتنون لهذه الشراكة ومتحمسون لمستقبلها الواعد”.
ويتضمن المهرجان جلسة حوارية في مطافئ بتاريخ 10 ديسمبر 2025، حيث سيتمكن الجمهور من الاستماع مباشرة إلى الفنانين والقيمين حول الدور المتطور للفن العام في بناء جسور التواصل بين المجتمعات وإلهام الحوار بين الثقافات.
ويُنظم “جدران عالمية: الدوحة” بالتعاون بين إدارة الفن العام في متاحف قطر وبلدية الريان، وجوتن، وجدران اليابان، وجدران هاواي، وجدارن هونغ كونغ، وديسكفر قطر، وعدد من مالكي المباني الخاصة.
وقد لعبت بلدية الريان دورًا مهمًا من خلال التواصل مع ملاك المباني الخاصة وتعزيز الروابط مع المجتمع المحلي، وبصفتهم قيّمين على الحي، لم يكن هذا المشروع ليرى النور لولا دعمهم. كما تواصل شركة جوتن، الراعي الأساسي لمبادرات الفن العام لدى متاحف قطر، دعمها للمهرجان للعام الثالث على التوالي. ويعكس مهرجان “جدران عالمية: الدوحة”، من خلال جمعه المواهب المحلية والإقليمية والدولية، التزام قطر ببناء منظومة فنية مزدهرة تحتفي بالتنوع والابتكار والتبادل الثقافي.
وقال شوفان داس، المدير العام لشركة جوتن: “نؤمن أن قدرة الدهان على إضفاء قيمة لا تقتصر على المباني فقط، بل تمتد إلى المجتمع بأسره، وذلك من خلال إلهام الأفراد وجعل محيطهم أكثر حيوية وعمقًا.”
وتحتفي متاحف قطر بمرور 20 عامًا على تأسيسها، والذي يُصادف هذا العام. وبهذه المناسبة، تأتي فعاليات حملة “أمة التطور”، وهي حملة تستمر 18 شهرًا تُكرّم المسيرة الثقافية لقطر على مدار الخمسين عامًا الماضية، منذ تأسيس متحف قطر الوطني. وبتنظيم “قطر تُبدِع”، الحركة الوطنية التي تُرسّخ مكانة قطر كمركز عالمي للفن والثقافة والإبداع، تُسلّط حملة “أمة التطور” الضوء على المحطات الثقافية للدولة وتطلعاتها المستقبلية.




