سجَّل مطار حمد الدولي أداءً مستقراً خلال النصف الأول من عام 2025، مؤكداً من جديد على صلابة عملياته التشغيلية ومرونته في التكيف مع التغيرات الإقليمية والدولية.
وجاء هذا الأداء مدعوماً بارتفاع ملحوظ في معدلات السفر المباشر إلى الدوحة بنسبة بلغت 2.3%، وذلك خلال الفترة من يناير وحتى نهاية يونيو 2025، ما يعكس تنامي جاذبية قطر كوجهة متميزة في مجالي السياحة والأعمال.
وأظهرت بيانات المطار استقباله 25.9 مليون مسافر خلال الأشهر الستة الأولى من العام، بانخفاض طفيف بلغ 0.45% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، كما تعامل مع نحو 1.2 مليون طن من البضائع (-1.68% على أساس سنوي)، وأكثر من 136,000 حركة طيران (-1.71% على أساس سنوي). وتأتي هذه الأرقام متماشية مع التوجهات التشغيلية الإقليمية، في وقت يواصل فيه مطار حمد الدولي تعزيز مكانته كمحور استراتيجي لحركة السفر العالمية.
وفي سياق سعيه الدائم لتحسين تجربة المسافرين، واصل المطار تركيزه على تحديث مرافقه وتوسعة طاقته الاستيعابية، حيث شكَّلت التوسعة الأخيرة – التي شملت منطقتي الكونكورس D و E – محطة مهمة في مسيرته. فقد أضاف المطار 17 بوابة جديدة مزودة بأنظمة صعود ذاتي، مما أدى إلى زيادة عدد جسور الصعود بنسبة 40% وتقليص استخدام الحافلات بمقدار يُقدَّر بـ 350,000 رحلة، الأمر الذي جعل حركة المسافرين أكثر سلاسة وسرعة، مع ضمان أعلى معايير الراحة.
كما يلتزم مطار حمد الدولي بتوفير بيئة سفر شاملة لجميع فئات المسافرين، حيث اعتمد تصميم مبنى المسافرين وفق أعلى معايير الشمولية، شاملاً أجهزة سمعية مساعدة، ممرات خالية من العوائق، مناطق جلوس واسعة، خدمات دعم خاصة، ممرات مخصصة للعائلات، وبوابات إلكترونية للمسافرين من ذوي الإعاقة، بما يضمن تجربة سفر أكثر راحة وإنسانية.
وفي إطار تعزيز أجواء الرفاهية داخل “أورتشارد”، الحديقة الداخلية الاستوائية الشهيرة في المطار، أطلق مطار حمد الدولي سلسلة من الأعمال الفنية التفاعلية الدائمة تحت عنوان “عجائب الحياة البرية”، وهي عبارة عن منحوتات مميزة للفنانين العالميين جيلي ومارك. وتُعد هذه الأعمال جزءاً من مبادرة لتشجيع المسافرين على التفاعل مع الفنون والطبيعة، وزيادة الوعي البيئي بقضايا الحفاظ على الحياة البرية.
وتُشير التوقعات إلى أداء أقوى في النصف الثاني من العام، مدفوعاً بإطلاق رحلات “فيرجن أستراليا” من وإلى الدوحة، وزيادة رحلات الخطوط الجوية الفلبينية، فضلاً عن التوسع المتواصل في شبكة وجهات الخطوط الجوية القطرية. كل ذلك من شأنه أن يعزز مكانة مطار حمد الدولي كمركز عالمي للطيران، ويوسع خيارات الربط الجوي من وإلى قطر.
وتعكس هذه المؤشرات استمرار رؤية الإدارة في تعزيز كفاءة الأداء، وضمان جاهزية البنية التحتية لمواكبة النمو المستقبلي المتوقع، مع مواصلة التركيز على تقديم تجربة سفر عالمية المستوى.