وفد «الأعوام الثقافية» يعزز الدبلوماسية الثقافية القطرية في الأرجنتين وتشيلي
اختتم وفد رفيع المستوى تابع للأعوام الثقافية، المبادرة الرائدة للدبلوماسية الثقافية في دولة قطر، سلسلة من الفعاليات البارزة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، ويتابع رحلته إلى العاصمة التشيلية سانتياغو.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حاسم من مسيرة الدبلوماسية الثقافية القطرية، إذ تسلط الضوء على جهود الدولة في توطيد علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، تمهيدًا لإطلاق برنامج طموح يجمع المنطقتين.
حلَّ الوفد، الذي يقوده سعادة السيد محمد الكواري، سفير دولة قطر السابق في المكسيك والمستشار المختص بشؤون أمريكا اللاتينية في مبادرة الأعوام الثقافية، بالأرجنتين وتزامن وصوله مع العرض الأول التاريخي لأوركسترا قطر الفلهارمونية في مسرح كولون. وهناك، كان الإقبال على العرض كبيرًا إلى حد دفع إدارة المسرح إلى فتح أقسام الوقوف للمرة الأولى منذ عقود، في دلالة قوية على الصدى الواسع الذي تحققه المؤسسات الثقافية القطرية على الساحة العالمية.
قدم الوفد، خلال زيارته إلى بوينس آيرس، برنامج العام الثقافي لموسم الربيع الذي تضمن جلسة حوارية من تنظيم “مناظرات الدوحة” تناولت مستقبل المدن. وقد جمع هذا اللقاء طلابًا من الأرجنتين وتشيلي وقطر في نقاش حيوي حول فن العمارة، والتخطيط الحضري، والتنمية المستدامة. شهدت فعاليات البرنامج أيضًا انطلاق جولة الدراجات الهوائية CultuRide، مبادرة فريدة تربط بين الأرجنتين وتشيلي عبر جبال الأنديز، وتوسيع برنامج التبادل الدولي للمتطوعين، الذي شارك فيه أفراد من قطر والأرجنتين في إطلاق مشاريع مجتمعية شعبية مستمرة الآن في ماتانزاس بتشيلي.
إلى جانب الفعاليات الثقافية، بحث الوفد في الأرجنتين منظومة الابتكار وريادة الأعمال، حيث عقد لقاءات في حديقة الابتكار تعرَّف خلالها على شركات ناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة والاتصالات. فيما فتحت حوارات مع كبار المصدرين والمصممين الأرجنتينيين في مجالات متنوعة مثل اللوجستيات وإنتاج الغذاء والنسيج والأثاث، آفاقًا جديدة للتبادل التجاري والثقافي. وكان للدعم الذي قدمته سفارة دولة قطر في بوينس آيرس بالغ الأثر في إنجاح هذه اللقاءات الحوارية.
في سانتياغو، أولى الوفد اهتمامًا خاصًا بتعزيز الحوار الثقافي العام والتبادل الإبداعي. وفي أمسية إعلامية مع المهندس المعماري الحائز على جائزة بريتزكر، أليخاندرو أرافينا، مصمم متحف مطاحن الفن المستقبلي في الدوحة، تناول الحضور مفهوميْ إعادة الاستخدام التكيفي والاستدامة في التخطيط العمراني العالمي. كما التقى الوفد بداريْ التصميم التشيليتيْن غويدو فيرا والأخوات موناي، حيث سيُعرض نهجهما في الأزياء المعاصرة والحرف اليدوية قريبًا في الدوحة، ما يُشكل خطوة إضافية نحو توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين.
أسفرت الزيارة عن وضع اللبنات الأولى لمبادرات تعاون قادمة، تشمل مشاريع فنية لجداريات ضخمة في كل من بوينس آيرس وسانتياغو، وورشة عمل حول الحفاظ على التراث في فالبارايسو بالشراكة مع المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم)، بالإضافة إلى برنامج تبادل جديد للمكتبات بين مركز لامونيدا الثقافي ومكتبة قطر الوطنية يُركز على ممارسات الأرشفة وحفظ التراث الثقافي.